دعا عبد الرزاق فسّوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أمس الجمعة إلى العمل بجهد من أجل أن تتبوّأ الجمعية المكانة التي تستحقّها، مؤكّدا أن الجزائر اليوم في أشدّ الحاجة إلى منهجها الإصلاحي المتأصّل الذي يعيد إلى الأمّة الجزائرية ذاتها. وأشار فسّوم إلى العقبات التي تواجهها جمعية العلماء خلال نشاطها، معرّجا على أهمّ الإنجازات التي تحقّقت منذ تنصيبه على رأسها قبل سنة. ومن جهة أخرى تمّ عرض التقارير السنوية للجمعية في مختلف المجالات مع التصويت عليها وفتح باب النقاش. عبد الرزاق فسّوم أكّد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في كلمة ترحيبية خلال الدورة الخامسة للمجلس الوطني الذي افتتح أشغاله صباح أمس الجمعة بتعاضدية عمال البناء والأشغال العمومية في زرالدة، أن الجزائر اليوم في أمسّ الحاجة إلى تطبيق منهج جمعية العلماء المسلمين موضحا أنه أفضل منهج بإمكانه استرجاع هوية الشعب الجزائري التي مسّها الانسلاخ جرّاء الغزو الثقافي الذي يعيشه المجتمع. وأضاف فسّوم في هذا الصدد أن منهج الجمعية هو ذاك (المنهج الإصلاحي المتأصّل في أعماق هويتنا وعقيدتنا كما وضعه علماؤنا الأجلاء وكما يتطلبه عصرنا)، موضّحا أنه منهج بإمكانه أن (يعيد إلى الأمّة ذاتها وقد مسّها طائف من الانسلاب والانسلاخ عن الذات، وهو البلسم الشافي لما يعانيه مجتمعنا)، وأكّد في ذات السياق أن المنهج الذي تحاول جمعية العلماء تعميمه من شأنه أن يعيد للأمّة (وعيها المفقود لتحقّق مقصدها المنشود وتستأنف دورها الحضاري المعهود). من جانب آخر، دعا رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الكلمة الترحيبية التي ألقاها لدى افتتاح أشغال المجلس الوطني أمس الجمعة الجميع إلى بذل جهد أكبر لاجتياز الصعوبات والعقبات التي تواجهها الجمعية خلال نشاطها، مشدّدا على ضرورة نبذ العصبيات الضيّقة وجعل جمعية العلماء فضاء عامّا لكلّ أبناء الجزائر. وأضاف عبد الرزاق فسّوم مخاطبا أعضاء الجمعية أن على كلّ واحد تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه، داعيا إلى بذل (المزيد من الجهود والتضحيات) والتحلّي (بالعزم والصدق والوفاء) من أجل تخطّي العقبات التي تواجه الجمعية، وأوضح في هذا الصدد أن هاجس جمعية العلماء اليوم هو كيفية (تبوئة الجمعية المكانة التي تستحقّها محلّيا وعالميا)، مشيرا إلى أن النشاط متواصل في هذا الإطار وذلك من خلال (العمل الهادئ المنظم، الدقيق والعميق) ليصبح (كلّ بيت جزائري هو شعبة لجمعية العلماء)، ودعا إلى ضرورة الابتعاد عن التعصّب ونبذ (كلّ أنواع العصبيات الضيّقة حزبية كانت أو جهوية أو لغوية)، مؤكّدا أن الجمعية تمثّل (الحضن الدافئ الذي يتّسع لكلّ أبناء الأمّة) شرط (نبذ الذاتية الخاصّة في سبيل الذات الحضارية العامة). وفي عرضه لأهمّ الإنجازات التي حقّقتها الجمعية منذ انتخابه على رأسها قبل سنة، أكّد عبد الرزاق فسّوم أن الجمعية عرفت نشاطا ملحوظا خلال هذه السنة، مشيرا إلى أنها قد نجحت في لفت الانتباه إلى المشاكل التي تعانيها، سواء من حيث التمويل أو الإيواء أو التمثيل إلى جانب الإقصاء والتهميش الذي تعيشه وذلك من خلال تكثيف الاتصالات بوسائل الإعلام المختلفة وتعزيز اللّقاءات بالسلطة على جميع المستويات، وهو ما حقّق للجمعية مكتسبات جديدة كان أوّلها الحصول على أوّل مساعدة مالية من ميزانية الدولة مع وعود بإدراج المطالب المالية للجمعية ضمن الخزينة العامّة، هذا إلى جانب الحصول على قطعة أرض تبلغ مساحتها 15000 متر مربّع سيبنى عليها مقرّ جديد للجمعية، زيادة عن أنها أصبحت ممثّلة في مختلف الأنشطة السياسية والدبلوماسية. أمّا عن النشاطات الثقافية للجمعية فقد أكّد رئيسها أنها جيدة بحيث عمد المسؤولون إلى التنقّل إلى مختلف ولايات الوطن للمشاركة في الأنشطة التي كانت محلّ تنافس بين الشعب الولائية النشيطة على حدّ قوله . كما أشار فسّوم إلى بعض أنشطة الجمعية على الصعيد الدولي كنشاطاتها في فرنسا وتونس والمغرب وموريتانيا وتركيا ومصر والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا وغيرها من الدول، حيث نجحت جمعية العلماء في الحصول على وعود بقَبول بعض طلاّبها في مؤسسات إسلامية ذات تنظيم جامعي كالزيتونة والأزهر وبعض المؤسسات التركية. للإشارة، فقد عرضت جمعية العلماء خلال الفترة الصباحية للاجتماع تقريرها المالي السنوي، والذي اعتبر بمثابة وصف حال كونه لم يعرف تغييرا وشهد رتابة في الموارد التي لم تتجاوز الطرق التقليدية التي عرفت لدى الجمعية، كما تمّ عرض التقرير الأدبي الذي تناول شرحا مفصّلا لنشاط المكتب الوطني والجانب التنظيمي للجمعية ونشاطاتها المختلفة في مجال التربية والتعليم والمجال الإعلامي، إلى جانب المجالين الثقافي والدعوي ونشاطها الاجتماعي زيادة عن نشاط الفروع النّسوية ونشاط الجمعية على المستوى الدولي. قرص ومطويات للتعريف بالجمعية في خطوة هي الأولى من نوعها عمدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى إصدار قرص مضغوط تمّ توزيعه أمس خلال انعقاد الدورة الخامسة للمجلس الوطني للتعريف بالجرائد التي أصدرتها الجمعية منذ تاريخ بدء إصداراتها انطلاقا من جريدة (السنّة النبوية المحمّدية) وجريدة (الشريعة النبوية المحمّدية) وصحيفة (الصراط السوي)، وصولا إلى أسبوعية (البصائر) التي لازالت الجمعية تواظب على إصدراها أسبوعيا. كما أصدرت جمعية العلماء إلى جانب ذلك مجموعة من المطويات على شكل سلسلة حملت عنوان (مختارات جزائرية) تناولت بعض أشهر أقوال ومآثر وكتابات شيوخ جمعية العلماء المسلمين أمثال الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي. وللإشارة، فقد انعقدت الدورة الخامسة للمجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين صباح أمس الجمعة بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، وتمّ خلالها تقييم نشاط الجمعية خلال سنة من خلال عرض التقرير الأدبي والمالي ومناقشتهما ومن ثَمّ التصويت عليهما. وستستمرّ أشغال المجلس نهار اليوم، حيث سيتمّ تشكيل لجنة إعداد الجمعية العامة لسنة 2013 وتشكيل اللجان الفرعية لإعداد المشاريع، كما سيتمّ خلال الفترة المسائية عرض الخطوط العريضة للبرنامج السنوي للجمعية وقراءة التوصيات. وستتخلّل أشغال المجلس تكريم الشيخين عمار مطاطلة ومحمد الأكحل شرفاء.