عادت ليلة السبت إلى الأحد، المواجهات إلى حي بابا سعد وسط مدينة غرداية بين شباب بني ميزاب وعرب الشعانبة، وأسفرت الحصيلة الأولية عن سقوط عدة جرحى وحرق منازل ومحلات تجارية، حسب ما أفاد موقع (الحدث الجزائري) نقلا عن تصريح عضو هيئة التنسيق والمتابعة لأحداث غرداية، خضير باباز، وفي هذا الإطار قام المئات من المزابيين بتنظيم وقفة أمام دار الصحافة الطاهر جاووت حاملين رسالة مفادها أن غرداية تستغيث. وأشاد يحيى أزغار واحد من أعيان ولاية غرداية بالوقفات التضامنية التي دعا إليها بعض الشباب العاصمي تنديدا لما يحدث في ولاية غرداية، معتبرا في تصريح هاتفي ل"أخبار اليوم" إن هذا الأمر هو بالدرجة الأولى رسالة للشعب الجزائري قائلا: (هي رسالة للشعب ليعرف حقيقة الأوضاع عند المزابين ولا ننسى أن غرداية هي جزء من الجزائر)، مضيفا أنه يأتي بالدرجة الثانية كرسالة كذلك للسلطات كي تتحرك وتعالج الوضع في أقرب الآجال. وأما (حسان. أ) عين من أعيان ولاية غرداية قال في تصريح هاتفي ل (أخبار اليوم) أمس، أنه على الساعة الثانية بعد منتصف الليل أمس تجددت المناوشات وعمليات الحرق والتخريب في ولاية غرداية، مشيرا إلى أن هناك شباب ميزابيين قدموا للجزائر العاصمة من أجل القيام بوفقة سلمية أمام دار الصحافة (الطاهر جاووت) احتجاجا منهم على ما يحدث بولايتهم على حد تعبير المتحدث. وتساءل (حسان. أ) عن صمت المسؤولين الجزائريين إزاء ما يحدث بولاية غرداية خاصة والجزائر والأمة الإسلامية في شهر الرحمة والمغفرة، مضيفا أن الأمر يزرع الشك هل هناك تدخل أجنبي في الأمر أم هو جزائري محض، مشيرا في سياق حديثه إلى مسؤولين سابقين تقلدوا مناصب في ولاية غرداية، والآن هم في مناصب أعلى وأرقى على حد تعبيره (علما أنهم لم يحلوا المشكل في الولاية). ومن جهته، دعا أول أمس رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني، إلى فتح حوار "عاجل" قصد تسوية الأزمة التي تشهدها ولاية غرداية (بشكل نهائي)، واصفا الأحداث المأساوية التي تشهدها ب (الخطيرة)، (موضحا أن أحداث غرداية تمس بالوحدة الوطنية والإسلام)، كما أعرب عن ثقته في الجهود التي تبذلها السلطات العمومية لوضع حد لهذا العنف داعيا إلى إشراك الجميع. مزابيين يحتشدون أمام دار الصحافة الطاهر جاووت قدم المئات من ميزابيي غرداية، وغيرهم، إلى ولاية الجزائر العاصمة امس، من أجل القيام بوقفة أمام دار الصحافة الطاهر جاووت، وذلك للمطالبة بتطبيق قوانين الجمهورية على كل مجرم ومتسبب في أعمال العنف سواء كان إباضيا أو مالكيا. ودعا شباب ولاية غرداية إلى ضرورة محاسبة كل المتورطين دون استثناء لدرء الفتنة وعودة الأمن إلى الولاية وتجمهر المئات من سكان غرداية رافعين شعارات (غرداية تستغيث)، (هل يعلم رئيس الجمهورية بما يحدث في غرداية)، (لا مزايدة على وطنية الميزابيين التي ضحوا عليها بدماءهم)، "لا لسياسة التمييز العنصري"، فيما تعالت أصواتهم بنشيد الوطني منادين بالوحدة الوطنية بقولهم "إباضية مالكية قوة قوة وطنية" في إيماء عن التعايش والأخوة بين الفئتين وحقن الدماء كما لم يتوانوا في ذكر أسماء من توفوا خلال الأحداث بقولهم "لن ننساكم". وخلال الاعتصام أكد أحد شباب ولاية غرداية المعتصمين وممثل عن المجتمع المدني جابر باعمار بأن هذا الاعتصام والذي جاء بعد احتجاج نظم الأسبوع الماضي يهدف لإسماع صوت غرداية التي تستغيث مع غياب كلي للأمن بالمنطقة قائلا (بأن الصراع ليس مذهبا وهم لغاية الآن لم يستوعبوا سبب الفتنة التي نشب فتيلها ولم ينطفأ منذ شهر نوفمبر وأتت على الأخضر واليابس انتهت بوفاة شخصين مؤخرا أحدها ذكر تقرير الوالي بأنه توفي نتيجة حادث مرور لكن الأغلب أن قتل). وأبدى المتحدث استغرابه من غياب دور الأمن بالرغم من التعزيزات الأمنية التي عرفتها المنطقة مطالبا بتطبيق وعود الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الداخلية الطيب لعيز الذي صرح مؤخرا بأن الوزارة وضعت خطة مدروسة لاستتباب الأمن بغرداية وذكر جابر باعمار بأن المواجهات لازالت مستمرة وتسفر عن جرحى وقتلى وخسائر مادية كبيرة بحرق المئات من المنازل فضلا عن الخوف الذي يخيّم على عائلاتهم.