أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومكتب الإعلام الحكومي وثيقة "تبرئ" فيها الجنود الإسرائيليين من دماء الشهيد الطفل محمد الدرة على مفترق نتساريم قبل أكثر من 10 أعوام. وذكرت صحيفة "المستقبل" اللبنانية أنه جاء في الوثيقة الاسرائيلية أن اطلاق النار نحو محمد الدرة كانت "مجرد طبخة إعلامية مقصودة للإساءة لسمعة الجيش الإسرائيلي ولزيادة الكراهية ضد اليهود في أنحاء العالم؟". وزعم التقرير ان التلفزيون الفرنسي بالقناة الثانية صور فقط آخر لحظات إطلاق النار نحو محمد الدرة ووالده جمال في سبتمبر عام 2000، لذلك فإن إسرائيل تشكك في تصوير التلفزيون الفرنسي، وعليه تطالب وتتوقع من وسائل الإعلام الدولي أن تتفحص أولا تقاريرها قبل أن تنشر أحداثاً "غير موثوقة؟" كما وصفها. وتدَّعي الوثيقة أن المراسل الفرنسي نفسه أبدى أسفه من نشر الشريط، وأكد أن العملية "تدل على سياسة فلسطينية استعملت في عدة مشاهد سابقة لاتهام الاحتلال"، حسب زعمها. وقالت حكومة الاحتلال "إن الفلسطينيين درجوا على استعمال مثل هذه الطرق لتوجيه الاتهامات لإسرائيل، وتشويه صورتها، وذلك ما تؤكده أشرطة سابقة من مخيم جنين، وباقي بلدات الضفة، والتي ثبت عدم صدقيتها؟". وطالبت الحكومة الإسرائيلية وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية بعدم الاستجابة لمثل هذه "الخدع؟" كما وصفتها، وعدم نشر الأشرطة التي توزعها فصائل المقاومة لاتهام الإسرائيليين. وتوضح الوثيقة أن المنطقة التي قتل فيها الدرة، كان تواجد فيها عشرات الإعلاميين والمصورين، و"الدليل القاطع" على عدم صدق الشريط المذكور هو عدم تكرار الصورة في أشرطة مصورين آخرين. وزعمت الحكومة في تقريرها أنَّ جيشها حقق في الجريمة في حينه بشكل سري، مشيرة إلى أنه لم يتم التعرف رغم كل الجهود على الجهة التي أطلقت منها النيران صوب الطفل الدرة. وكان الطفل محمد الدرة استشهد بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط قطاع غزة نهاية سبتمبر عام 2000 ونقلت الفضائيات العالمية صور استشهاده الشهيرة وهو يحتضن والده خوفا من الرصاص الإسرائيلي الذي أطلق بكثافة في المكان قبل استشهاده. وعمدت جمعيات إسرائيلية متطرفة إلى إدخال مؤثرات على صورة الشهيد الدرة، وقامت واحدة منها بإلباس الطفل الدرة طاقية هو ووالده يلبسها اليهود المتدينون، لإظهار أنهم إسرائيليون وأن الفلسطينيين هم من يطلقون النار صوبهم. وأكد والد الدرة أن الاحتلال اعترف بنفسه بالجريمة وأدان ذاته قبل أن يدينه أحد منذ لحظة قتله الطفل محمد.