مع اقتراب نهاية موسم الصيف لا يزال تهافت الناس على اقتناء ملابس صيفية تتناسب وتتماشى مع هذا الموسم الحار، ولكن ما يلاحظه كل الجزائريين منذ بداية دخول هذا الفصل تفشي ظاهرة التعري بملابس فاضحة وهذا حال شواطئنا، حيث يظن المارون من أمام واجهات المحلات لبيع الملابس الصيفية أو السباحة أنهم يجوبون بلدا غربيا باعتبارها ثقافة غربية بحتة لا تمت بصلة لبلدنا الإسلامي. تجار لا يهمهم سوى الربح وأنت تجوب شوارع العاصمة أو حتى مناطق أخرى تجد أغلب واجهات المحلات لبيع الملابس الصيفية تعج بمثل هذه الملابس الفاضحة والخادشة للحياء، احترف باعتها وتفننوا في عرضها أمام المارة دونما أي اعتبار لحرمة العائلات الجزائرية وخاصة المحافظة. حيث يرى أحد الباعة أن عرض هذه الملابس في واجهات محله هو جزء من عمله هدفه جذب المشترين إلى المحل باعتبار موسم الحر فرصة للربح السريع، ويرى صاحب محل آخر أنه في نظره لا يوجد فرق في وضع هذه الملابس في واجهات المحل مادام مشتروها يلبسونها ويجوبون بها أمام أعين الناس لا يبالون بأحد، مشيرا إلى ملابس السباحة المخصصة للنساء خاصة. حيث تتراوح أسعارها من 2000دج لتصل إلى 5000دج. آراء متضاربة استوقفنا إحدى الفتيات بغية معرفة رأيها حول هذا الموضوع لتقول لنا إن هذه الملابس المعروضة في واجهات المحلات أمر طبيعي ولا يبعث على الحرج، فنحن هكذا ندرك أن هناك نوعيات وسلعا جديدة وجب التشهير بها، لتردف قائلة إنه موسم للإصطياف وهذه الملابس تناسبني للسباحة ما دامت عائلتي متفهمة، مشيرة بذلك أننا في بلد حر وديموقراطي ولها الحق في ارتداء ما تريد ضاربة عرض الحائط اللباس المحتشم. عكس فتاة أخرى والتي اعتبرت أن هذا أمرا مخجلا جدا ما نراه اليوم من فسق وفساد وانحلال للأخلاق في زمن ذهبت فيه الحشمة وقلّ فيه الحياء. هذه الملابس لم تعد حكرا على الفتيات فقط بل أصبحت تستهوي حتى نساء على مشارف الشيخوخة يتنافسن على اقتناء أحسن الموديلات وآخر الموضات فتجدهم يلبسن ملابس لا تتناسب وأعمارهن ولا حتى جيلهن وهو ما أكده صاحب المحل، حيث تتراوح أعمارهن ما بين 35 إلى 60 سنة. عائلات محافظة تناهض الآفة من جهة أخرى تعتبر العائلات الجزائرية المحافظة أن هذه المظاهر والثقافات دخيلة على المجتمع الجزائري، انتشرت في الآونة الأخيرة من قبل شبابنا وشاباتنا خاصة، وهي لا تعبر أو تتماشى مع ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية، وهي كلها موديلات وموضة غربية يلجأ إليها التجار للربح مدركين مدى حجم الإقبال على شرائها، وهو ما يسمونه بالعصرنة في نظرهم. التّعري خروج عن ملة الإسلام من جهته أكد إمام بأحد المساجد في العاصمة أن هذه السلوكات والمظاهر غير المرغوب فيها من قبل أبنائنا وبناتنا الذين نسأل الله لهم الهداية يجب تجنبها والحذر منها لأنها شرك وتشبه بالكفار وعدم التساهل في أمرها لقوله تعالى: {و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولايضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}-سورة النور-الآية 31- لأن أعظم نعمة يمن بها المولى عز و جل على العبد هي نعمة الهداية إلى الإسلام والاستقامة على الدين ومن واجب كل مسلم عرف هذه النعمة أن يحرص على دوامها وعلى سلك كل السبل التي تقوي إيمانه وتمكنه من الثبات على الدين والابتعاد عن ثقافات الغرب، والاجتهاد في محاسبة النفس ومراجعتها وأن نتذكر أن النية تتقلب فلا يكفي تصحيحها في يوم أو شهر أو سنة بل على الدوام لكسب رضا الله في الدنيا والآخرة.