تشهد ولاية تيزي وزو حالة من الغليان الشعبي عبر عدّة بلديات رافقت الدخول الاجتماعي وحتى بعده بعدّة أسابيع بسبب تراكم عدّة مشاكل ومطالب أساسية أهمّها أزمة المياه، انعدام الأمن وأخرى بيروقراطية دامت ستّة أشهر دون حلّ من طرف السلطات الولائية، أين أقدم مئات المواطنين على شنّ حركات احتجاجية عارمة شملت غلق مقار بلديات وطرقات وغيرها. ففي بلديات بوزفان وفريحة وقرى عزازفة، والتي شهدت منذ قرابة الشهرين الفارطين عطشا حادّا وانقطاعا للمياه الصالحة للشرب، ممّا أدّى بسكان المنطقة إلى غلق الطرقات ومقرّات السلطات المحلّية زادت في وتيرتها بكلّ من بلديتي تيفزيرت وتيزي وزو، فيما كان غياب التنمية عن سكان القرى الشمالية لماكودة دفع بقاطنيها إلى الاحتجاج مرّة أخرى تعبيرا عن حالة التذمّر والسخط بفعل سياسة الإقصاء والتهميش الممارسة اتجاههم من قِبل السلطات المحلّية. كما ظلّ الوضع على حاله في هذه البلديات، أين لم يتمكّن الموظّفون من الاِلتحاق بمناصب عملهم ومن ثمّة حرمان المواطنين من استخراج مختلف الوثائق الإدارية وسط حالة من الاحتقان. ومن جهتهم، سكان حي (كريم بلقاسم) وسط المدينة الجديدة خرجوا للمطالبة بتوفير الأمن في أحياء المدينة الجديدة بعدما تعرّض مواطنون للاعتداء من طرف مجهولين مدجّجين بالأسلحة البيضاء، كما تعرف هذه المنطقة انفلاتا أمنيا لكثرة المارّة فيها لكونها تجمع العديد من محطات النقل، وكذا كلّيات جامعة تيزي وزو وإحدى أكبر الإقامات الجامعية، ما جعل السارقين يستغلّون الزحمة التي يعرف بها المكان لترصّد ضحاياهم. ومن جهة أخرى، ينتظر المئات من طالبي الشغل بمديرية التشغيل بتيزي وزو تسوية عقودهم مع المؤسسات العمومية والخاصّة، فيما هدّد آخرون بتصعيد احتجاجاتهم لدى المديرية بسبب تماطل تسوية ملفاتهم التي طالت أزيد من شهرين. فيما أزّمت حالة المحطة الجديدة ببوخالفة مع الدخول الاجتماعي من وضعية الطرقات وحركة السير في مدينة تيزي وزو التي لا يفارقها الاكتظاظ رغم كلّ الإجراءات والمشاريع الجديدة التي تبرمج منذ سنوات، إضافة إلى حالة الفوضى، إذ أن المحطة الجديدة ليس بإمكانها استقبال جميع نقاط ووجهات المسافرين بسبب الفوضى العارمة التي تعيشها المحطة، ما سيؤدّي إلى تذمّر الآلاف من المواطنين. كما طالب أمس سكان الحي القصديري المقابل لمقرّ ولاية تيزي وزو و18 عائلة أخرى أمام مستشفى (صبيحي) بالدخول في احتجاجات جديدة متمثّلة في غلق طريق مقرّ الولاية الأسبوع المقبل للضغط على السلطات الولاية لترحيلهم قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل كآخر أجل كون هذه العائلات تعاني الويلات تحت أسقف مهترئة لسكنات قصديرية شوّهت وجه مدينة تيزي وزو من جهة وتعذّب السكان الذين يقطنون فيها من جهة أخرى. ضف إلى ما ذكر الاحتجاجات التي تشهدها المؤسسات التربوية في مختلف ربوع الولاية منذ بداية الدخول المدرسي لعدّة أسباب، منها ما يمكن تداركه خلال هذا الموسم ومنها ما سيتواصل.