تقود الصحافة المخزنية خلال الأيام الأخيرة حملة مسعورة للنبش في أزمة غرداية، محاولة منها لتدويل القضية من أجل التدخل في الشأن الداخلي للجزائر، وتشويه صورتها امام الرأي العام الدولي، يحدث هذا على خلفية إثارة الجزائر لقضية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وهو ما يؤكد تورط النظام المغربي بشكل أو بآخر في إثارة الفتنة بين العرب والأمازيغ في منطقة غرداية، وبينما يسعى إلام المخزن إلى إثارة النعرة الطائفية، يؤكد الجزائر تفطنهم لدسائسها السخيفة والخبيثة. ونقل موقع هسبريس المغربي أمس تصريحات للناشط الأمازيغي رشيد زنّاي، الذي دعا النظام الجزائريّ بشكل فوري ودون تقديم أي مبرّرات، إلى وقف ما زعم أنه اضطهاد يتعرض له بعض الجزائريين، خاصّة في منطقة غرداية. وجاء هذا النداء من زناي في أعقاب تجدد المواجهات أول أمس بمناطق متفرقة من الولاية وجاء ذلك بعد تدخل الأمن لتوقيف شباب بداعي البصم على أعمال تخريب .. ذات الناشط زعم، ضمن ذات التصريح، بأنّ السلطات الجزائريّة تذكي الميز ضدّ الأمازيغ المزابيين بغرداية، كما بباقي البلاد. وذهب المدعو زناي لأبعد من ذلك عندما شكك في نزاهة القضاء الجزائري، قائلا ينبغي على السلطات الجزائريّة أن تحرّر أيضا الشاب محمّد بابانجار، أقدم معتقل سياسي مزابي بالبلاد، وهو الذي يتواجد وراء القضبان منذ 8 سنوات، وزيادة، دون حكم قضائي يدينه في جريمة قتل اتهم بها زورا لأجل إخراسه على حد ادعاءات هذا الشخص. ويقول رشيد زناي، في هذا الإطار، إنّ استمرار اعتقال محمد بابانجار وراء القضبان، حتى اليوم بعيدا عن متناول القضاء، يشكل جريمة جديدة للسلطات الجزائرية ضدّ الإنسانية عموما وأحرار إيمازيغن بوجه خاص.. وفق ما زعمه نفس الناشط. التكالب المغربي على الجزائر من بوابة أزمة غرداية ليس الأول من نوعه، حيث سبق لسلطات المخزن أن قادت حملة عدائية ضد الجزائر، على خلفية إثارة الجزائر لقضية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، حيث اتهمها بمحاولة توجيه الرأي العام، وحاول القائم بأعمال المغرب في جنيف، حسن البوكيلي استفزازها من خلال التطرق إلى ما شهدته ولاية غرداية منذ أشهر، وذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال محاولته إقحام الأمازيغ في القضية. ولم يجد البوكيلي من بديل عن تبرير موقف بلاده، من أن يخوض هجوما غير مبرر ضاربا الأعراف الدبلوماسية عرض الحائط، وراح يتفوّه بأشياء لا أساس لها، عندما تحدث عن الأزمة التي تعيشها ولاية غرداية والتي تورطت فيها أطراف أجنبية بما فيها المغرب الذي يسعى في كل مرة إلى إثارة الفتن في الجزائر، كما حاول إقحام الأمازيغ في القضية حتى يُخفي حرجه من الجلوس للحديث عن حقوق الإنسان وبلاده أول من يمارس الانتهاكات في حق المدنيين الصحراويين. وكان علي الزاوي رئيس وفد طلائع الجزائريين للوساطة في غرداية قد وجه في تصريح خصّ به أخبار اليوم اول أمس تهما ثقيلة لبعض الناشطين على رأسهم المدعو كمال فخار بالتعامل والولاء لجهات أجنبية، منها المغرب وفرنسا والحركة الانفصالية التي يقودها فرحات مهني (الماك)، كيف لا وهو الذي فتحت له وسائل الإعلام المغربية المجال لإطلاق اتّهامات ضد النّظام الجزائري ودعا إلى التدخّل الأجنبي في الجزائر، كما سبق لهذا الأخير -حسب مصدرنا- وأن أبدى ولاءه لتبنّي وتنفيذ أجندات بعض الأطراف الخارجية من خلال زيارته الأخيرة للمغرب وحضوره للملتقى الأمازيغي.