لأول مرة في تاريخ "الديربي" الإسباني الأشهر في العالم، ستضم قائمة مباراة "الكلاسيكو" بين فريقي برشلونة وريال مدريد سبعة لاعبين مسلمين يلعبون في الناديين الكبيرين في ظاهرة جديدة على الملاعب الإسبانية خاصة وفي أوروبا بوجه عام. ففي يوم 28 نوفمبر الجاري، سيتواجد على أرضية ملعب نادي برشلونة، الذي ستقام عليه مباراة الديربي، 7 لاعبين مسلمين من إجمالي 22 وهو ما لم يحدث من قبل على مدار مباريات الفريقين في الدوري الاسباني. ويضم النادي الملكي وحده خمسة لاعبين مسلمين، فيما يضم نادي برشلونة لاعبيْن اثنين، وذلك على الرغم من أن تشكيلة الفريقين لا تضمان أي لاعب يحمل جنسية عربية. وتشمل قائمة اللاعبين المسلمين في ريال مدريد كل من: 1- لاسانا ديارا: وهو فرنسي الجنسية ومالي الأصل ويبلغ من العمر 25 عاما وكان قد تكلم قبل ذلك عن حبه لإسلامه وشغفه بقراءة القرآن كما أدى العمرة من قبل. 2- مسعود أوزيل: وهو يحمل الجنسيتين التركية والألمانية ويبلغ 22 عاما وذكرت تقارير إعلامية أنه يقرأ القرآن قبل كل مباراة، وأضافت أنه يقوم أيضا بعمل "مقرئة" مع أصدقائه من اللاعبين المسلمين. 3- سامي خضيرة: وهو ألماني من أصل تونسي ويلعب لمنتخب ألمانيا، ويبلغ من العمر 23 عاما، وذكر من قبل أنه في يوم الراحة من التدريبات يصوم تطوعا لله. 4- مامادوا ديارا: وهو لاعب مالي مسلم وعمره ( 29 عاما)، وأدى العمرة من قبل مع زميله لاسانا ديارا. 5- كريم بنزيمة: وهو لاعب فرنسي من أصول جزائرية ويبلغ من العمر 22 عاما وينضم إلى زميله مسعود أوزيل دائما لقراءة القرآن معا. أما تشكيلة برشلونة فتضم لاعبين مسلمين وهما: 1- سيدو كيتا: اللاعب المالي المسلم الذي يلعب في منطقة الوسط ويبلغ من العمر 30 عاما. 2- إريك أبيدال: لاعب فرنسي مسلم يبلغ من العمر 31 عاما. ورأى خبراء كرويون أن اللاعبين المسلمين في فريق ريال مدريد سوف يرجحون كفته أمام برشلونة بسبب صغر سنهم، وهو ما أدى إلى انخفاض متوسط أعمار لاعبيه مما يضيف حيوية ونشاط على الفريق، بعكس برشلونة الذي ترتفع فيه أعمار اللاعبين. المسلمون الجدد واهتمت وسائل الإعلام في أوروبا على نطاق واسع برصد "التواجد الإسلامي" في قمة الكرة الإسبانية في ظل جدل واضح في الفترة الأخيرة بشأن قضايا اندماج المهاجرين وخاصة المسلمين في المجتمعات الغربية. الجدير بالذكر أن عدد المسلمين في أوروبا يقدر بنحو 53 مليون نسمة (5% من عدد السكان)، يعيش 16% منهم في دول الاتحاد الأوروبي ال27، بحسب دراسة ألمانية حديثة. ووفقا للدراسة الألمانية، فهناك 13 دولة أوروبية لا تعترف بالديانة الإسلامية، على الرغم من أن الإسلام يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد معتنقيه في أكثر من 16 دولة من مجموع 37 دولة أوروبية. وفي نفس السياق، توقعت صحيفة "صنداي تليغراف" البريطانية في تحقيق سابق لها، أن تصل نسبة المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددهم 27 دولة، إلى 20 % من عدد السكان بحلول عام 2050، في حين أن النسبة الرسمية في عام 2008 لم تتجاوز 5%. واستندت الصحيفة البريطانية في توقعاتها إلى عدد من المعطيات منها الهجرة المستمرة للمسلمين إلى أوروبا، وانخفاض نسبة المواليد بين سكان أوروبا الأصليين، في الوقت الذي يتزايد فيه عدد المواليد المهاجرين إلى أوروبا من المسلمين. وذكرت صحيفة صنداي تليغراف أنه خلال العقود الثلاثة الأخيرة تضاعف تعداد المسلمين حتى بلغت نسبتهم 5%، وإذا انضمت تركيا للاتحاد الأوروبي فسترتفع النسبة إلى 15%. كما تشير التقارير إلى أن 50 % من المسلمين في غرب أوروبا مولودون في هذه الدول الأوروبية. وعن الدول المتوقع أن تحظى بالنسبة الأكبر من عدد المسلمين بين دول الاتحاد، قالت الصحيفة الانجليزية نقلا عن خبراء أن كلا من بريطانيا وإسبانيا وهولندا متوقع أن ينمو فيها المسلمون نموا ملحوظا، بسبب سرعة اندماجهم في مجتمعاتهم. ومثل هذا التوقعات توظفها العديد من المنظمات اليمينية المتطرفة للتخويف من الإسلام حيث تروج لأن النمو الديمغرافي المتزايد لأعداد المسلمين في أوروبا يشكل خطرا علي سكان أوروبا الأصليين ويهدد بزوال "الهوية المسيحية" للقارة العجوز.. وذلك بحسب زعمهم. وعن ظاهرة الأجيال الجديدة من المسلمين في أوروبا ، سبق أن أشار أحمد رمضان، الباحث في المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، في دراسة إلى: "أنه من الأهمية بمكان أن يدرك المسلمون في أوروبا أن مستقبلهم منوط بمدى قدرتهم على الانسجام مع مجتمعاتهم والتواصل مع أطيافها والتعايش أيضا مع مختلف الآراء". ودعا رمضان المسلمين في أوروبا إلى "بذل جهد مضاعف لاختصار المسافة وتعظيم الإنجاز وصولا إلى أن تكون مساهمتهم تعبيرا صادقا عما يكتنزه الإسلام من رؤية حضارية وعطاء إنساني تستفيد منه البشرية كلها وليس مجتمعات بعينها".