الرئيس الهارب بن علي يعود من النافذة! حلّت (حركة النهضة) الإسلامية ثانيا بالانتخابات التشريعية التونسية التي أجريت يوم الأحد خلف حزب (نداء تونس) العلماني، حسب ما أقرّ به زياد العذاري، المتحدّث الرسمي باسم حزب النهضة. وتعدّ هذه النتائج تراجعا مثيرا للغرابة في بلد كان الإخوان قد حقّقوا فيه انتصارات انتخابية سابقة، في الوقت الذي عادت فيه جماعة الرئيس الهارب زين بن علي (من النافذة) بفضل نتائج هذا الاستحقاق الذي أبدت الجزائر سعادتها بنجاحه. قال العذاري استنادا إلى إحصائيات مراقبي حزبه لمراكز الاقتراع: (لدينا تقديرات غير نهائية بأنهم [نداء تونس] في المقدّمة سيكون لنا حوالي 70 مقعدا في البرلمان، في حين سيكون لهم نحو 80 مقعدا). وقال لطفي زيتون، وهو قيادي بارز في الحركة، ل (رويترز): (قبلنا النتيجة ونهنّئ الفائز نداء تونس ونؤكّد دعوتنا مجدّدا لحكومة وحدة وطنية لما فيه مصلحة البلاد). وقبل ذلك، قال مصدر حزبي فجر الاثنين إن حزب (نداء تونس) فاز بأكثر من 80 مقعدا في البرلمان الذي سيضمّ 217 نائب مقابل 67 مقعدا لحركة النهضة الإسلامية إخوان تونس وفقا لإحصائيات أوّلية). وكانت مصادر إعلامية أفادت بأن المؤشّرات الأوّلية لعملية فرز الأصوات في الانتخابات التونسية تظهر تقدم حزب (نداء تونس). وكانت وكالة (الأناضول) الإخبارية نشرت نتائج وصفتها بالشبه الكاملة للانتخابات التونسية البرلمانية التي جرت الأحد، مؤكّدة أن النتائج الأوّلية تشير إلى حصول حزب (نداء تونس) حوالي 38 بالمائة من مقاعد البرلمان، أي أكثر من ثمانين مقعدا من أصل 217. وقد حظيت الانتخابات بنسبة إقبال عالية تقترب من 60 بالمائة. وقد أعلنت وزارة الداخلية التونسية سير العملية الانتخابية بسلاسة دون وقوع أحداث أمنية كبيرة. وكان واضحا منذ تأسيسه في جوان 2012 أن حزب (نداء تونس) هو بمثابة ائتلاف غير معلن بين محسوبين على حزب التجمّع الدستوري الديمقراطي المنحلّ، حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي ونقابيين ويساريين من مختلف مشارب اليسار وبعض المستقلّين. وبحسب خطابه المعلن منذ التأسيس كان نداء تونس يطرح نفسه بديلا في الحكم عن حركة النهضة وحلفائها في (حكومة الترويكا) التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والمؤتمر من أجل الجمهورية.