سعادة السفير عزّ الدين فهمي محمود، سفير جمهورية مصر العربية بالجزائر·· تلقّينا ببالغ الاهتمام نبأ تعيينكم ممثّلا دبلوماسيا لبلادكم بالجزائر، وإذ نشكر السفير السابق عبد العزيز سيف النّصر على ما بذله من جهود في سبيل إعادة مياه العلاقات بين البلدين إلى مجاريها، فإننا نرحّب بكم ونتمنّى لكم كلّ التوفيق في مهامكم· ربما لم ينزل قرار تعيينكم سفيرا بالجزائر عليكم بردا وسلاما، ولعلّكم تمنّيتم تعيينكم سفيرا في دولة أخرى وهذا من حقّكم، وربما تأسّف بعض ذويكم وأحبابكم أسفا شديدا حين بلغ سمعهم هذا الخبر، وبينهم من تمنّى أن ترفضوا القيام بمهمّة الدبلوماسية كيفما كانت نتائج الرّفض، وهو أمر نفهمه ونتفهّمه جيّدا، فما حصل طيلة سنة كاملة لم يكن سهلا والطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام عندنا وعندكم مع الأزمة تجعل من يحبّونكم ويرجون لكم الخير لا يشعرون بالاطمئنان لتعيينكم سفيرا في بلادنا، خصوصا ون بعض وسائل الإعلام المؤثّرة في بلادكم حرصت طيلة أسابيع كثيرة على تصويرنا بالسفّاحين والإرهابيين والبرابرة الهمجيين· وهي الصورة التي تكون قد انطبعت في أذهان كثير من المصريين للأسف الشديد ، ومنهم من يجاهر بأنه مستعدّ لزيارة تل أبيب ولا يملك استعدادا لزيارة الجزائر· قد لا يكون من حسن حظّكم أن يأتي تعيينكم سفيرا للجزائر في الشهر نفسه الذي شهد اندلاع شرارة الأزمة التي كادت تحطّم كلّ ما تمّ بناؤه من علاقات متشعّبة بين البلدين طيلة قرون، وقد يكون من سوء حظّكم أن تعيينكم جاء بعد أيّام من معلومات غير رسمية تفيد بوضع الجزائر على لائحة سوداء تجعل رعاياها المسافرين إلى مصر عرضة لإجراءات تمييزية غير مقبولة، لكننا نثق في توفّركم على الإرادة الكافية لجعل الأزمة التي حصلت في سجّلات الماضي، ولا شكّ في أن ذلك غير ممكن في حال إدراج الجزائر في قائمة مصرية سوداء، وربما كانت هذه أوّل قنبلة عليكم تفكيكها إن تأكّد أمر هذه القائمة· نعرف أنكم تدركون صعوبة مهمّتكم بالنّظر إلى كلّ ما حصل، لكن عليكم أن تدركوا أيضا أن مهمّتكم صعبة لكنها ليست خطيرة، فأنتم في بلدكم وبين أهلكم رغم أنف الكرة المجنونة ومتعصّبيها·