كلنا يعرف قيمة الصداقة للكبير قبل الصغير، وحتى الطفل في سنواته الأولى يحتاجها، فهي لازمة لنمو أبنائنا الاجتماعى والشخصي، وتعد الجذور الجديدة لهم خارج أسوار البيت، ومن دونها ينقصهم شيء ما ويشعرون بالوحدة والعزلة، لكن- وهو الأهم- هناك أصدقاء لا نرضى عن أسلوب تفكيرهم، أصحاب تخاف من تأثيرهم على ابنك، وهم ما يطلقون عليهم أصدقاء السوء..فكيف يتعايش معهم الآباء؟ وكيف يبعد تأثيرهم عن أبنائه؟ هنا يؤكد خبراء التربية أن حماية الطفل من رفقاء السوء تقع على عاتق الآباء، موضحين عدد من الحقائق والخطوات على كل أب التعرف عليها والالتزام بها. فالوالد بحزمه وسلطته الأبوية والتي تختلف عن تأثيرات الأم العاطفية يعتبر أكثر قدرة على وضع الخطوط الحمراء للابن أمام صديق السوء. ومن غير الواجب وقف صداقات الابن المراهق بعامة؛ فعن طريقها يتعامل مع صراعات النفس والغيرة والأنانية ومفهوم المشاركة الاجتماعية، ومعها يفهم معنى العلاقات بشكل عام، والصداقة المثالية أساسها الاحترام المتبادل والصدق في المعاملة والإيثار، بينما الصداقة الزائفة تجر للسلوك الهدام والابتذال ورفع الكلفة والتداخل في الخصوصيات، لهذا وجب على الأب مراعاة التوافق في السن والمستويات الثقافية والاجتماعية والتعليمية. على الأب ملاحظة أن الأصدقاء بعامة يقلدون بعضهم في كل شيء؛ يتبعونهم فيما يفعلون وما ينطقون، من هنا يرفض الآباء بعض الأصدقاء ويرحبون بآخرين، فالأبناء كما هو معلوم يختارون أصدقاءهم على نفس الأسس التي اتبعها الأب في اختيار أصدقائه، يختارون من يشاركونهم الهوايات والألعاب نفسها، من يتشابهون معهم في الصفات الشخصية وهو مايطلق عليها بالصداقات التكميلية. وعلى الأولياء أن يمنحوا أبناءهم الفرصة لتكوين صداقاتهم، على شرط أن يكونوا قريبين منهم ومن أصدقائهم، حتى يكون بإمكانهم التدخل في الوقت المناسب، وأن لا يبالغوا في قلقهم وترك الأمور تسير طبيعيا، والتسلل بذكاء إلى أصدقاء الابن أو الابنة، بعدها يستطيعون إبداء الملاحظات عنهم والحكم عليهم. وعليهم التأكد أن صديق السوء خطر لا يزول إلا باحتواء الولد بالحب والثقة المتبادلة، وبهذا تسد كل الطرق على أصدقاء السوء. مناقشة الأبناء ومجادلتهم في كل الأمور البسيطة منها قبل المهمة من بين النقاط المهمة، دون أن ننسى تكرار النصائح للابن بالابتعاد عن كل صديق تبدر منه علامات سوء الخلق. وعلى الأبوين أن يعملا جاهدين على منع سيطرة أي صديق على أبنائهم برقابتهم عن قرب وعن بعد في المدرسة والشارع وحتى على مستوى الحي لما يعلمه الكل أن رفقاء الحي هم القنبلة الموقوتة التي تهدد الأطفال في اكتساب السوكات الانحرافية.