أكد اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية المصرية، أن إعلان تنظيم (أنصار بيت المقدس) مبايعته ل (داعش) لن يحدث فارقا كبيرا في محاربة مصر للإرهاب. قال اللواء هاني في تصريحات خاصة إن (داعش وأنصار بيت المقدس والفرقان مسميات لمجموعات من المرتزقة تستخدمها أجهزة مخابرات دولية، لتنفيذ مخطط دولي ضخم ما زال قائماً، كما أنها جماعات تتخذ الدين ستارا لممارسة عملياتها الإرهابية لحساب جهات وقوى إقليمية ودولية بهدف تشتيت أجهزة الأمن وإرباك العملية السياسية وهو لن يحدث في ظل يقظة الأجهزة الأمنية المصرية وعلمها مسبقا بمثل هذه المخططات). وأوضح المتحدث أن (المواجهة مع هذه التنظيمات تتم وفق خطة أمنية ممنهجة وعملية قائمة على مواجهة شاملة للإرهاب بتعريفه الدولي وتفكيك بنيته التحتية والتمويلية والفكرية ومنع تدفق الأموال والأسلحة والإمدادات اللوجسيتية لعناصره)، وأشار إلى أن (أجهزة الأمن نجحت في تصفية الكثير من كوارد أنصار بيت المقدس وغيرها من التنظيمات الإرهابية في البلاد، وسيكون مصير داعش مثلها لو فكرت في الوصول إلى مصر، وهو أمر مستبعد لأسباب كثيرة منها الطبيعة الجغرافية وقوة الجيش المصري وأجهزة الأمن المصرية). واعتبر عبد اللطيف أنه (من السذاجة الأمنية أن يتصور البعض أن ارتباط داعش ببيت المقدس أمر مفاجئ وجديد بينما هو أمر متوقع لكونها جميعا تنظيمات إرهابية خاضعة لإطار تنظيمي واحد نعرف جيدا كمسؤولين أمنيين من ورائه وما هي أهدافهم وطبيعة عملياتهم، ونحن نفاجئهم من حين لآخر بإجهاض كل هذه التحركات والخطط). وتوعد عبد اللطيف (داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية ب (مصير مؤلم)، مؤكدا أنها (لن تجرؤ على المساس بأمن مصر ولن تقوى على مواجهة أجهزة الأمن المصرية ذات القدرات العالية والاحترافية)، وأوضح أن (لجوء هذه العناصر إلى مثل تلك البيانات يأتي من منطلق العامل النفسي والحرب الإعلامية، خاصة عقب اتخاذ الدولة إجراءات قوية لمكافحة الإرهاب)، وأضاف أن (استجابة أهالي رفح لإخلاء الشريط الحدودي ضيقت الخناق على العناصر التكفيرية والإرهابية وأفقدتها صوابها، ما اضطرها إلى إصدار مثل تلك البيانات في محاولة يائسة للتأثير على المعنويات). وكانت جماعة (أنصار بيت المقدس) في مصر قد أعلنت انضمامها إلى (داعش) ومبايعة أبوبكر البغدادي، وقالت في كلمة مسجلة صوتيا أذيعت في صفحة على تويتر تنشر الجماعة بياناتها فيها: (القسم الإعلامي لجماعة أنصار بيت المقدس يقدم كلمة صوتية بمبايعة ما يسمى خليفة المسلمين أبوبكر البغدادي وانضمامها إلى داعش). وكانت مصادر أمنية قد أكدت أن (أنصار بيت المقدس) مهدت للإعلان عن بيعتها لزعيم داعش خلال الفترة الماضية، حيث حرصت خلال بياناتها الأخيرة إلى إدراج إشارات تشير إلى هذا الأمر مثل الاستشهاد بمقاطع صوتية لأبى محمد العدناني الناطق باسم (داعش)، بالإضافة إلى استخدام أناشيد جهادية صادرة عن مؤسسات إعلامية تابعة للتنظيم. وقال التنظيم إنه (بزغ فجر جديد وعز مجيد بقيام دولة للمسلمين. وارتفعت راية التوحيد وأقيمت الشريعة وطبقت الحدود وأزيلت الحواجز وكسرت السدود وأعلنت الخلافة في العراق والشام، واختار المسلمون خليفة لهم هو حفيد لخير الأنام، فلم يسعنا والحال هذه إلا أن نلبى داعي اللّه). وعد اللواء عبد اللطيف البيان الأخير لتنظيم بيت المقدس دليلا على الارتباك، قائلا: (كان هناك بيان قبل أيام تم نفيه.. هناك تضارب وارتباك، تحت تأثير الضغوط والضربات الأمنية التي يواجهها التنظيم الإرهابي). وكان بيان منسوب ل أنصار بيت المقدس نُشر في 3 من نوفمبر الحالي، وأعلن انضمام التنظيم ل (داعش)، لكنه نفى في اليوم التالي إصدار البيان، وقال إنه لا صلة له به، وإنه لم يُنشر في الصفحة التي تديرها على (تويتر).
* حملة عسكرية كبرى تشن السلطات الأمنية المصرية عملية كبرى ضد عناصر أنصار بيت المقدس في شمال سيناء، في أعقاب سقوط أكثر من 30 جنديا في عملية إرهابية بالقرب من الحدود بين مصر وغزة، أواخر الشهر الماضي. وشملت الإجراءات المصرية ترحيل سكان الشريط الحدودي لإحكام السيطرة على الحدود بين مصر وغزة. وقال المتحدث الرسمي للداخلية إن السلطات الأمنية: (لن تنزلق في فخ التسميات.. نعد هذا الأمر سذاجة، فمن ذبح الصحفي الأمريكي في سوريا وسمي نفسه داعش هو من ذبح أهالينا في سيناء وسمى نفسه أنصار بيت المقدس، وهو أيضا من ذبح سائق المنصورة وسمى نفسه إخوان). وتابع عبد اللطيف أنه (خلال التحقيقات مع خلية دمياط خلية أعلنت السلطات المصرية ضبطها قبل أيام وتضم مجموعة من المصريين العائدين من سوريا بتنا على يقين من أن تلك التنظيمات، سواء التي تعمل في سوريا، مثل جيش محمد وأنصار الشريعة وجبهة النصرة أو بيت المقدس في مصر مرتزقة تحركهم تنظيمات إرهابية أكبر على صلة بأجهزة مخابرات عدة دول) لم يسمها. وقال عبد اللطيف إن (السلطات الأمنية تتأهب لمواجهة عمليات إرهابية كبيرة خلال الفترة المقبلة، في محاولة للإيهام بأنها لم تتأثر بالعمليات الجارية الآن في سيناء، خاصة مع تضييق الخناق عليها بقطع الإمدادات التي كانت تصل إليها عبر الأنفاق على الحدود مع غزة، بالإضافة إلى زعزعة ثقتنا في أنفسنا). وأشار عبد اللطيف إلى أنه حتى الآن لم يتم السيطرة بصورة كاملة على الحدود الشرقية، مؤكدا أنه مع انتهاء السيطرة الكاملة على الشريط الحدودي، ستفقد العناصر الإرهابية القدرة على اللجوء إلى الأنفاق، عقب تنفيذ عملياتها الإرهابية. وتشن جماعة أنصار بيت المقدس، منذ سنوات، حملة ضد الحكومة أودت بحياة المئات من قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء وخارجها. وقالت السلطات المصرية إن الجيش والشرطة قتلا مئات من أعضاء التنظيم.