تفتح محكمة جنايات العاصمة في ال 12 ديسمبر المقبل ملف (أحمد بلباشا) الذي يعدّ من الأوائل الذين أفرجت عنهم السلطات الأمريكية من معتقل العار (غوانتانامو) سنة 2007، غير أن رفضه العودة إلى الجزائر بدعوى الخوف من التعرّض للتعذيب وتهديده من طرف الجماعات الإرهابية وطلبه اللّجوء السياسي في بريطانيا حال دون تسليمه، لتتمّ إدانته من طرف القضاء الجزائري سنة 2009 غيابيا ب 20 سنة سجنا نافذا. حسب الملف القضائي للمتّهم البالغ من العمر 42 سنة فإنه رفض ترحيله إلى الجزائر بدعوى خوفه من أن يتعرّض للتعذيب، خاصّة بعد التعذيب الذي تعرّض له في المعتقل، حيث لقي تعاطفا كبيرا من طرف العائلات البريطانية التي وافقت على استقباله بعد طلب اللّجوء السياسي في بريطانيا، خاصّة وأنه تعرّض لأقسى أنواع التعذيب، حيث كان يقبع في زنزانة من حديد لا يدخلها نور الشمس إطلاقا ومعرّضة لضوء (النيّون) ل 22 ساعة متواصلة، لكنه مع ذلك فضّل البقاء -حسب تقارير إعلامية- في المعتقل عوض الرجوع إلى الجزائر. وقد قام المتّهم بتقديم التماسات للمحكمة العليا بالولايات المتّحدة كي يبقى في المعتقل، وحسب ملفه فقد هرب في التسعينيات إلى بريطانيا، أين اشتغل نادلا قبل اعتقاله في باكستان سنة 2002 بعدما كشفت التقارير الأمنية الأمريكية أنه تدرّب على مختلف الأسلحة في معسكرات تدريب بأفغانستان تابعة لتنظيم القاعدة، كما أكّد أنه التقى أسامة بن لادن زعيم القاعدة مرّتين. وقد قامت السلطات الأمريكية بتسليم (بلباشا) للجزائر شهر مارس الماضي بعد 13 سنة من الاعتقال رغم رفضه العودة إليها بسبب رغبة الرئيس أوباما في غلق المعتقل الذي يعتبر نقطة سوداء في تاريخ أمريكا، وتمّت عملية نقل السجين وفقا للالتزام المتّفق عليه بين الجزائروالولايات المتّحدة منذ عام 2007 وحسب الممارسة المستخدمة في عمليات تسليم سابقة لمتّهمين آخرين. تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتّحدة الأمريكية اعتقلت 17 جزائريا في (غوانتانامو) تمّ تسليم 12 منهم بين 2008 و2010 لبلدهم، بينما اختار آخرون أن يتمّ ترحيلهم إلى دول أخرى يحملون جنسيتها، وكان آخر المعتقلين قبل (بلباشا) هما (سعيد أحمد صايب مواتي) و(نبيل حاج أعراب) اللذين تمّ تسليمها شهر أوت 2013 في انتظار محاكمتهما رغم رفض (حاج أعراب) العودة إلى الجزائر وطلب اللّجوء إلى فرنسا بحكم أن جميع أفراد عائلته يقيمون هناك. وقد تمّ استدعاء المعتقلين للتحقيق معهما، قبل أن يتمّ الإفراج عنهما في انتطار تحديد تاريخ محاكمتهما. وسبق للقضاء الجزائري و/دن حكم ببراءة ستّة متّهمين هم (عبد اللّي فوغول)، (تيراري محمد)، (حدرباش سفيان)، (حمليلي عادل أمين طيب)، (زميري أحسن) و(حمليلي مصطفى). غير أن المحكمة وفي سابقة غير متوقّعة قضت بالسجن ثلاث سنوات في 2012 ضد المعتقل (عبد العزيز ناجي) بتهمة (الانتماء إلى منظّمة عسكر طيبة في كشمير) قبل أن يلقي الجيش الأمريكي القبض عليه في بيشاور سنة 2002. ب. حنان