بولاشيك: نأمل تعميق تعاوننا مع الجزائر وضعت سفيرة الولايات المتّحدة بالجزائر جوان أ. بولاشيك أمس الأربعاء النقاط على الحروف بخصوص نظرة واشنطن إلى الجزائر، وأعربت عن ارتياحها لكون العلاقات الجزائرية-الأمريكية (بلغت أفضل مستوياتها على الإطلاق)، مؤكّدة أن بلدها يأمل في توسيع وتعميق تعاونه الاقتصادي مع الجزائر. أكّدت السيّدة بولاشيك في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن (العلاقات بين بلدينا بلغت أفضل مستوى على الإطلاق وهناك تعاون أوسع يشمل العديد من المجالات)، وأضافت: (أعتزم العمل مع الحكومة الجزائرية على تعزيز وتعميق وتوسيع التعاون الجيد القائم بين بلدينا). في هذا السياق، أشارت السيّدة بولاشيك إلى أنها ستركّز عملها خلال مهمّتها في الجزائر على ثلاث مجالات تخص التعاون الأمني وتعزيز الاستقرار الإقليمي وترقية العلاقات الاقتصادية والتجارية، وأخيرا التقريب بين الشعبين الأمريكي والجزائري. وكدليل على إرادة الجزائروالولايات المتّحدة الأمريكية في ترقية علاقاتهما ذكّرت السيّدة بولاشيك بمختلف الزيارات التي قام بها مسؤولون كبار من البلدين، سيّما خلال السنة الجارية. في هذا الإطار، أشارت الدبلوماسية إلى أن الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل زار الولايات المتّحدة في أوت الماضي في إطار قمّة إفريقيا-الولايات المتّحدة وأجرى على هامشها لقاء هامّا مع ممثّلي شركات أمريكية كبرى في واشنطن. واعتبرت سفيرة الولايات المتّحدة الأمريكيةبالجزائر أن مجال إنتاج الطاقة يمكن أن يمثّل قاعدة متينة للتعاون الاقتصادي الجزائري-الأمريكي، (سيّما مع إرادة الجزائر في الاستثمار في إنتاج الطاقات المتجدّدة)، وأضافت (أن الولايات المتّحدة لها خبرة كبيرة في هذا المجال، فالمؤسسات الأمريكية تستعمل التكنولوجيات المتقدّمة وبإمكانها أن توظف مهارتها في خدمة الجزائر)، وذكّرت بالعقد الموقّع السنة الماضية بين جنرال إلكتريك وسونلغاز (لرفع قدرات الجزائر في مجال إنتاج الكهرباء). وأكّدت السيّدة بولاشيك في هذا السياق (إنه مشروع ضخم سيسمح للجزائر بتلبية احتياجاتها من الطاقة الكهربائية والتصدير نحو باقي الدول الإفريقية)، مذكّرة بأن شركة جنرال إلكتريك توفر أيضا معدّات طبّية، لا سيّما في مجال الكشف عن السرطان، كما تطرّقت إلى العقد الموقّع مؤخّرا بين الخطوط الجوية الجزائرية والشركة الأمريكية لصناعة الطائرات (بوينغ) المتعلّق باقتناء عشر طائرات جديدة. من جانب آخر، أكّدت الدبلوماسية الأمريكية ضرورة التمييز بين الإرهاب والإسلام، وأوضحت قائلة في هذا الشأن: (الإرهابيون مجرمون ليس لديهم أدنى احترام لحياة البشر والقيم الإنسانية، وإنه لمن الخطأ ربط الإرهاب بدين من الأديان أو بقضية معينة)، وأردفت تقول: (إن الحكومة الأمريكية تعتبر الإسلام دين سلام)، مؤكّدة أن العنف (لا يكون أبدا الردّ المناسب لتسوية أزمة ما)، وأوضحت: (نحن دائما ندعو الفرقاء في أيّ نزاع إلى الجلوس حول طاولة الحوار وحلّ مشاكلهم سلميا دون اللّجوء إلى العنف). وأشارت السيّدة بولاشيك إلى أن الجزائر (بلد الدبلوماسيين ذوي الكفاءات العالية)، مذكّرة بالدور الذي قامت به الجزائر سنة 1981 في مجال إطلاق سراح 52 رهينة أمريكية كانت محتجزة بإيران، وأكّدت في هذا الإطار (أن الحكومة والشعب الأمريكيين ممتنّان جدّا للعمل الجبّار الذي قامت به الجزائر لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، فوجود دبلوماسيين بهذه الكفاءة يجعلني أتشرّف وأتطلّع إلى العمل معهم لمواجهة المسائل الشائكة). وفي الأخير أعربت السيّد بولاشيك عن (إعجابها الكبير) بالإنجازات التي حقّقها الشعب الجزائري على مدى ستين عاما، وأوضحت في هذا الشأن: (عندما أعود إلى تاريخ الجزائر فإنه لا يسعني إلاّ أن أقدّر بشكل كبير كلّ ما حقّقه الشعب الجزائري خلال هذه الفترة، أي منذ اندلاع الكفاح المسلّح إلى يومنا هذا).