أثرت موجة الحر الشديد التي اجتاحت منطقة غرداية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الفارطين بشكل كبير على محاصيل النخيل عبر واحات هذه المنطقة من جنوب البلاد حسب ما أفاد به مسؤولو مديرية المصالح الفلاحية. وقد تضرر معظم إنتاج التمور التي تقلص حجمها وذبلت وضمرت بفعل موجة الحر الشديد التي كانت مصحوبة برياح ساخنة التي تزامنت مع فترة نضوج التمور مما أثر بشكل ملحوظ على نوعية ومذاق الإنتاج لاسيما التمور الرطبة حسب ما أوضح علي بن جودي المختص كذلك في معالجة النباتات. واستناد لمحضر المعاينة الذي تم إجراؤه على مستوى واحات النخيل الواقعة عبر مختلف مناطق الولاية فقد تعرض مجمل إنتاج التمور للجفاف والذبلان مما أثر على شكل ولون ونسيج الفاكهة ومذاقها حسب ما أشار إليه ذات المسؤول. وتبدو جليا آثار موجة الحر الشديدة على هذه التمور الجافة والذابلة لاسيما التمور الرطبة منها التي تؤثر فيها بسرعة العوامل المناخية على غرار دقلة نور وبنت قبالة والغرس كما أشار ذات المصدر. وتعد سنة 2014 الأكثر حرا منذ الشروع في تسجيل ارتفاع درجات الحرارة في العالم، حيث كان لموجة الحر الشديد أثر سلبي على نوعية التمور وقيمتها التجارية لاسيما منها صنف دقلة نور. كما أثر ارتفاع درجات الحرارة غير العادي المسجل خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الأخيرين والذي كان متبوعا برياح ساخنة على مذاق التمور كما أوضحه من جهته مسؤول مصلحة المعالجة الصحية للنباتات لدى مديرية المصالح الفلاحية مصطفى تيزوقاغين. وقد تغير شكل ومذاق هذه التمور لاسيما الرطبة منها بسبب ارتفاع درجة الحرارة كما لوحظ على مستوى مختلف الواحات الكائنة بولاية غرداية التي لم يسجل بها أي تغيير في الممارسات الفلاحية أو في أنواع التمور المغروسة حسب نفس المتحدث الذي استبعد بعض العوامل الأخرى. وتعرضت التمور التي تشكل إنتاجا رئيسيا في المنظومة الفلاحية الواحاتية لضرر كبير في نوعية مذاقها بفعل الجفاف ولحرارة الصيف الشديدة. وفي حال ما إذا استمر التغير المناخي سيكون تأثيره بليغا على نوعية وشكل ومذاق التمور لاسيما على أثناء مرحلة نضجها حسب ما أوضحه مهندس زراعي لدى مديرية المصالح الفلاحية. وشعر من جهتهم فلاحو المنطقة بهذه الظاهرة الإيكولوجية حيث لاحظوا أن إنتاج التمور تأثر من حيث الجودة والمذاق بفعل هذه العوامل المناخية مما يؤثر سلبا على مردود الموسم الفلاحي لسنة 2014 . ونتيجة لانخفاض الإنتاج الذي أثر في مستوى تسويق أنوع التمور بغرداية إضطر سكان المنطقة إلى التحول لممارسة زراعات أخرى أكثر إنتاجا ومردودا مما أثر في عملية جني التمور بفعل نقص في اليد العاملة الضرورية المطلوبة. ويحث عديد مسؤولي قطاع الفلاحة المزارعين إلى تأمين محاصيلهم ضد العوامل المناخية السيئة والكوارث الطبيعية.