* الأقرب إلى قلبي هو حماس الجماهير * الدوري الإنجليزي يمتاز بالقوة والأسباني بالمهارات والإيطالي بالمعارك التكتيكية * أريد العودة للدوري الإنجليزي، ولا شك في ذلك، ولكني لست متعجلاً على الإطلاق. * ريال مدريد نادٍ رائع وأنا أحب كثيراً العمل هنا لا يمر البرتغالي جوزيه مورينيو بمكان دون أن يترك بصمته واضحة لتبقى علامة بارزة في مسيرته. ويمكن أن يؤكد لنا ذلك مشجعو بورتو، الذين أسعدهم وأثلج صدورهم بلقب دوري الأبطال. ومشجعو تشيلسي، الذين احتفلوا في عهده بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وماذا يمكن أن نقول أيضاً عن إنتر ميلان، الذي أحرز معه ثلاثية أسطورية في الموسم المنقضي؟ عن موقع "الفيفا" وها هو المدرب القدير البالغ من العمر 47 عاماً، الذي يشبهه الكثيرون بالراحل هيلينيو هيريرا، يقود الآن ريال مدريد، ويشركنا في رؤيته الخاصة لكل شيء في حديث حصري شائق ممتع أجراه معه موقع "الفيفا". سيد مورينيو، كيف تُعرِّف نفسك كمدرب؟ هل يمكن أن تقول إن أفضل تقديم لشخصيتك هو حب من قمت بتدريبهم لك؟ إن اللاعبين يشتاقون إليَّ كما أشتاق أنا إليهم، فقد تركت أصدقاء حقيقيين في الفرق التي قمت بتدريبها، وذلك شيء أهم من كرة القدم. من الطبيعي أن تسود بين الأصدقاء تلك المودة، وأن يرغب المرء في أن تسير الأمور على ما يرام مع من كانوا رجاله، مع من كانوا رفاقاً له في غرفة الملابس وفي المباريات. هل يزعجك أن بعض وسائل الإعلام صورت جوزيه مورينيو على أنه صاحب شخصية جافة غير ودودة؟ لا يعرف من أنا إلا من يعمل معي. ووحدهم أصدقائي وأفراد أسرتي يعرفونني جيداً. فهل قال أي منهم شيئاً من ذلك الذي يتهمونني به؟ عندما وصلت إلى مدريد قلت إنك ستحتاج إلى بعض الوقت حتى تتمكن من إنجاز عملك، فهل بلغت غايتك المنشودة مبكراً؟ إن ريال مدريد يلعب جيداً، ولعلي أقول إنه يلعب بشكل ممتاز في مباريات معينة. ولكن فريقي لم يصبح منتجاً نهائياً حتى الآن. ما زال أمامنا طريق طويل. فلا يوجد فريق يُصنع بين يوم وليلة كما لو كنا نقوم بحيلة سحرية. يجب أن نعمل بجد واجتهاد، عملاً متواصلاً يومياً، بتواضع وجدية وأمل. ولكن الحقيقة أني سعيد للغاية بالأداء والنتائج. هل تؤكد أنك لن تذهب إلى "سوق" الانتقالات الشتوية بحثاً عن تعزيزات للفريق؟ نعم، سوف يكون كاكا هو صفقتنا الكبرى في الشتاء. فسوف يكون خير دعم وتعزيز لصفوفنا. من الذي يمكن أن يتعاقد مع لاعب آخر مثل كاكا في يناير/كانون الثاني؟ لا يوجد لاعبون في السوق ببراعة هذا البرازيلي. ما الدور الذي سيضطلع به الفرنسي زين الدين زيدان عند عودته للنادي؟ إن شخصاً غير عادي مثل زين الدين زيدان يجب أن يواصل العمل في كرة القدم ويواصل العمل في ريال مدريد. لذلك تحدثت مع رئيس النادي فلورنتينو بيريز عن الحاجة إلى "إعادة التعاقد معه". ونحن الآن نستطلع أي عمل يمكن أن يكون الأفضل له لكي نحقق أكبر استفادة ممكنة من علمه وخبرته بكرة القدم. أنا أريده قريباً مني، قريباً من الفريق الذي كان يقوده على أرض الملعب. فلتحدثنا عن الفريق، من الذي كان بمثابة أكبر مفاجأة لك منذ وصولك؟ أكثر ما يمكن أن أركز عليه في الفريق هو الفريق نفسه كمجموعة، وخاصة اللاعبون من غير ذوي الأسماء الرنانة. بعد ذلك تأتي شخصية إيكر كاسياس، أو براعة تشابي ألونسو، الذي يشبه أسلوبه أسلوب تشافي [هرنانديز]. إنني واثق من أنه عندما يعتزل سيكون مدرباً عظيماً إن أراد أن يعمل بالتدريب. إنه يذكرني بجوسيب غوارديولا عندما كان يلعب، إذ كان "يمارس" عمل المدير الفني بالفعل على أرض الملعب. هل هناك آخرون؟ حسناً، سأذكر أولاً دي ماريا. فهذا اللاعب الدولي الأرجنتيني ما زال في ريعان الشباب، وجاء من بنفيكا إلى دوري أقوى بكثير، والحقيقة أنه تكيف بأحسن صورة ممكنة. إن آنخيل هو أجمل مفاجأة قابلتني إلى جانب جدية واجتهاد رجال مثل ألبيول وأربيلوا وجرانيرو ... كل هؤلاء يعملون بأقصى جهدهم كل يوم من أجل الحصول على مكان أساسي أو اللعب لعدة دقائق، أياً كان الأمر. وأنا أفهم سر اعتماد مدرب أسبانيا فيسينتي ديل بوسكي عليهم؛ فهم محترفون بالفعل، إنهم رجال يصنعون فريقاً. وما هو تقييمك لكريم بنزيمة؟ كريم يجب أن يفهم أنه لا يلعب وحده، وأنه يجب أن يكون متعاوناً أكثر في لعبه، وأن يجتهد، خاصة في التدريبات. وهو يفعل ذلك وأنا سعيد بتغييره سلوكه. إنه يسير على الطريق الصحيح نحو الإضطلاع بالدور الأساسي الذي يستحقه. وأنا أطلب منه المزيد، أريده أن يكون مثل ذلك اللاعب الذي عرفته في أوليمبيك ليون أو أفضل منه. أعرف أنه يتمتع بالإمكانيات، ولذلك أضغط عليه. عندما انضم مسعود أوزيل وخضيرة لريال مدريد لم يكن لديهما أية خبرة في أي نادٍ كبير، فهل أنت راضٍ عن أدائهما؟ إن عقليتهما رائعة، وهما مجتهدان ولديهما استعداد كبير للتعلم، كما إنهما شابان ممتازان. إن العمل معهما يُسعد أي مدرب. ولن أنسى أن يواكيم لوف كان صاحب الفضل في اكتشافهما، بجرأته التي جعلته يستعين بهما في إحدى بطولات العالم رغم حداثة سنهما وافتقارهما للخبرة. كما يجب أن نقر أيضاً بفضل مدربي فيردر بريمين وشتوتجارت. هل يمكن أن يصل كريستيانو رونالدو وأنت على رأس الإدارة الفنية للفريق إلى المستوى الذي كان عليه عندما كان مع مانشستر يونايتد؟ كريستيانو واحد من اللاعبين الإثنين الأفضل في العالم. ولا داعي لقول ما هو أكثر من ذلك. إنه يكون أفضل من ليو ميسي في يوم ويكون ميسي أفضل منه في يوم. ولكن كلاهما لا مثيل لهما. إنه شاب يقولون عنه الكثير من الأشياء البعيدة عن الحقيقة. إنه محترف له قيمة عظيمة ويعيش من أجل كرة القدم، ومن أجل أدائها على خير وجه. أصبحت كلمة "مناوبة" كلمة شائعة بين المديرين الفنيين، ولكن يبدو أنك تمثل الإستثناء لتلك القاعدة... إن اللاعب الذي يبذل قصارى جهده ويعيش حياته الإجتماعية كمحترف حقيقي هو لاعب قادر على لعب كل المباريات. إنني مقتنع بذلك وعندي أمثلة كثيرة في كل الفرق التي دربتها. فهناك فرانك لامبارد وديدييه دروجبا في تشيلسي، وخافيير زانيتي ودييغو ميليتو في إنتر. إن اللاعبين يستطيعون المشاركة في المباريات دائماً إذا ما اعتنوا بأنفسهم وحافظوا على لياقتهم البدنية. كيف يمكن تعميق مفهوم كلمة فريق لدى مجموعة زاخرة بالمواهب الفردية الخارقة؟ إن فهم ذلك أمر في غاية السهولة: فاللاعبون يفوزون بالمباريات، والفرق تفوز وتحصل على الألقاب. يتهمك البعض بأنك لا تلتفت كثيراً لمدرسة ناشئي ريال مدريد، فهل هذا صحيح؟ لا أعرف أي مدرب لا يحب منح الفرصة للوجوه الجديدة الصاعدة. واللاعبون من أمثال جون أوبي ميكيل ولاسانا ديارا اللذين كانا في مقتبل حياتهما عندما احتفلا بأول ألقابهما في البطولات الإنجليزية، وكارلوس ألبرتو الذي أصبح أصغر لاعب يسجل هدفاً في نهائي دوري الأبطال، ودافيدي سانتون الذي شارك مع الفريق الأول وهو في الثامنة عشرة، وخوان كارلوس لاعب ريال مدريد، كل هؤلاء يقدمون أمثلة تدل على أنني أحب منح الفرصة للاعبين الشباب. كل المدربين يحبون أخذ لاعبين من مدارس الأندية، ولكن ما ينبغي أن يحدث أولاً هو أن تعمل تلك الفئات الصغرى جيداً، أن تعمل بأقصى طاقتها، وأن تقوم بتقديم مواهب شابة بصورة دورية. بينما يميل بعض المدربين للمحافظة على أسلوبهم أياً كانت النتائج، أظهرت أنت أنك تفضل التكيف مع أسلوب وطبيعة النادي الذي تدربه. هل هذا هو ما تعمد إليه في الواقع؟ لكل مدير فني طريقته في العمل، ويجب احترام ذلك. وأنا أحب مراعاة طبيعة البلد، وأعني بذلك طبيعة كرة القدم في كل بلد، وطبيعة النادي. فثقافة كرة القدم مختلفة للغاية في إنجلترا وإيطاليا وأسبانيا. ولكي يتحقق الفوز في مسابقات مختلفة، يجب التكيف مع الخصائص الثقافية لبطولة الدوري التي نلعب فيها. بهذا الفكر فزت في البرتغال وفي إنجلترا وفي إيطاليا في أول موسم لي. يجب أن يعرف المرء خصومه وخصائصهم جيداً. كيف لي أن أسقط من حساباتي ذلك الإرث العظيم الذي يحمله نادٍ مثل ريال مدريد، أكثر الأندية فوزاً بالكؤوس الأوروبية! الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الإيطالي، والدوري الأسباني... أيها أقرب إلى قلبك؟ الأقرب إلى قلبي هو حماس وقوة الدوري الإنجليزي، والمهارات الفنية في الدوري الأسباني، والمعارك التكتيكية في الدوري الإيطالي. ولذلك أقول دائماً إنني مدرب ذو خبرات واسعة متنوعة وكان عليَّ أن أنمي قدراتي في اتجاهات متعددة. لقد عملت أولاً مع السير بوبي روبسون، ثم مع لويس فان جال. كيف نلت احترام المدرب الحالي للبايرن؟ بمميزاتي في كرة القدم وكإنسان...كنت أتفانى في العمل، بمنتهى الإخلاص لرئيسي، وكنت أنمي قدراتي يوماً بعد يوم لكي ألبي متطلباته. ولأنني كنت إلى جواره خاصة في أوقات الشدة. كنت دائماً أواجهه وأعرض عليه أفكاري رغم أنه لم يكن يحب ذلك. وقد عرف لويس كيف يقدر ذلك. في أحد الأيام كنت قد عارضته في اجتماع مع باقي المساعدين، فقال: "جوزيه هو الوحيد الذي يقول لي ما يفكر فيه وليس ما أحب سماعه." واليوم تجمع بيننا صداقة عظيمة. وقد آلمني أن أراه حزيناً بعد نهائي دوري الأبطال. فان جال رجل عظيم ومدير فني عظيم. هل ما زلت تفكر في العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز عندما ينتهي عقدك مع ريال مدريد؟ أريد العودة للدوري الإنجليزي، ولا شك في ذلك، ولكني لست متعجلاً على الإطلاق. ريال مدريد نادٍ رائع وأنا أحب كثيراً العمل هنا. ولذلك فإن ما أفكر فيه الآن هو العمل جيداً مع ريال مدريد، أريد أن أكتب تاريخاً جديداً كما فعلت مع بورتو وتشيلسي وإنتر. أنا أعمل دائماً من أجل إسعاد جماهير النادي ومن أجل التقدير الشخصي للاعبي فريقي. ولا أريد أن يتغير ذلك في ريال مدريد. في رأيك لماذا وجد الناس كل هذه الصعوبة في فهم أنك ترغب في تدريب منتخب البرتغال، منتخب بلدك، الذي كان يحتاج إليك؟ أنا سعيد لأن البرتغال فازت بهاتين المباراتين وأن فرصتها تجددت في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2012. كنت أعرف أنني أستطيع المساعدة، وأن وجودي مع الفريق كان سيبث فيه الحماس والدافعية. وبالنسبة لشخص يعيش بعيداً عن بلده طوال هذه السنوات، تكون تلك الرغبة نابعة من روح وطنية خالصة. إنني أحب البرتغال الآن أكثر مما كنت أحبها في الماضي، وكل ما في الأمر أنني كنت أريد المساعدة. ولكن على أية حال، ثبت أن ذلك لم يكن ضرورياً وأنا الآن أشعر بسعادة مزدوجة، من أجل بلدي، ومن أجل شخصي.