اتهمت الأقلية المسلمة في كندا الأجهزة الأمنية بإرسال عملاء للتجسس على المسلمين بالمساجد الرئيسية في مدينة تورنتو أكبر المدن في البلاد، لتنضم بذلك كندا إلى الولاياتالمتحدة في قائمة الدول التي تقوم بالتجسس على المسلمين في المساجد، بل وتجنيد بعض أفراد الأقلية المسلمة للتجسس على بعضهم البعض. ويقول خالد معمر رئيس الاتحاد العربي بكندا كبرى المنظمات الإسلامية "إن عملاء الاستخبارات الكندية ينتشرون في كل المساجد الرئيسية في منطقة تورنتو"، مشيرا إلى أن هذه الأنشطة مستمرة منذ فترة، لكن تزايدت بطريقة دراماتيكية خلال الأشهر الماضية، بحسب ما أفادت صحيفة "تورنتو صن" الإثنين. ويشير معمر إلى أن الاستخبارات الكندية ترسل عملاءها إلى المساجد لكي يقوموا بعرض الأموال على بعض المسلمين لتزويدهم بمعلومات عن المصلين، مضيفا "أن أئمة المساجد والشبان العاطلين هم الهدف الرئيسي لهؤلاء العملاء". ويلفت زعيم المنظمة الإسلامية إلى أن الاستخبارات الكندية تغري هؤلاء المسلمين بتحسين أوضاعهم كمهاجرين، في مقابل أن يعملوا جواسيس لهم. ويقول خالد معمر إنه تلقى عشرات الشكاوى بشأن هؤلاء العملاء الذين تم اكتشافهم أثناء محاولتهم إجراء مقابلات مع مسلمات بدون علم أزواجهن، وأيضا بعض الشبان الذين يتم إجبارهم من قبل العملاء للإدلاء بمعلومات عن أصدقائهم وزملائهم في العمل. تبرير مرفوض وتبرر المخابرات الكندية هذه الإجراءات بقولها إن هؤلاء العملاء يقومون بتقديم المعلومات للحكومة لحماية البلاد من أي تهديد أمني محتمل. وفي تصريح رسمي يقول المتحدث باسم الاستخبارات الكندية، تاهيرا مفتي: "الاستخبارات تعمل مع مختلف المجتمعات المحلية في كندا عن طريق برامج التوعية والاتصال، ونحصل على معلومات مفيدة من كل قطاعات المجتمع الكندي". لكن هذا التبرير رفضته بشدة الأقلية المسلمة في كندا، وحذروا من أن هذا الأسلوب في التعامل سوف يلحق الضرر بعلاقتهم مع الجهات المسئولة عن تنفيذ القانون في البلاد. وفي هذا الصدد قال خالد معمر: "المسلمون لا يستطيعون التحدث بحرية في مساجدهم، ويتحفظون في الحديث خارجه خوفاً من هؤلاء العملاء، وهذا الأسلوب في التعامل جعلهم قلقين وخائفين". ويشكل المسلمون نسبة 1.9 % من نسبة سكان كندا البالغ عددهم 32.8 مليون نسمة، ويعتبر الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية الكاثوليكية. وقد أظهر استطلاعٌ سابق للرأي أن الغالبية الساحقة من المسلمين يشعرون بالفخر لكونهم كنديين، وأنهم أكثر ثقافة وتعليما من عامة السكان في كندا. قضية شائكة ويعد إرسال العملاء للتجسس على المسلمين في المساجد قضية شائكة في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا. وفي العام الماضي اتهمت عشر منظمات إسلامية أمريكية مكتب التحقيقات الفيدرالي بتعيين "جواسيس" و"عملاء" ل "أف بي آي" في المساجد لكتابة التقارير الاستخباراتية, ونشر الفتنة بين أبناء الأقلية المسلمة خاصة في ولاية كاليفورنيا. وهددت المنظمات الإسلامية الأمريكية, بعدم التعامل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، وقالت في بيان لها: إن العديد من الأحداث التي استهدف فيها ال"أف بي آي" المسلمين الأمريكيين تقودنا إلى أن نضع في اعتبارنا وقف التعاون القائم حالياً مع مكتب التحقيقات الفيدرالي. وكانت تقارير رسمية أمريكية, أشارت إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أخضع سرًّا، ومنذ العام 2002، جميع المساجد والكثير من مساكن المسلمين وأعمالهم في العديد من المدن الأمريكية للرقابة لرصد أي نشاطات غير طبيعية. إلا أن أحد مسئولي مكتب التحقيقات الفيدرالي قال: إن البرنامج لم يستهدف أماكن تجمعات شريحةٍ بعينها من الأمريكيين، مشيراً إلى أن مواقع غير المسلمين خضعت أيضاً لإجراءات مماثلة.