احتلت القبعات بمختلف أشكالها وأنواعها وألوانها حيزا مهما، في موضة هذا الشتاء، ولذلك فقد أصبحت تشهد إقبالا كبيرا، خاصة من طرف الفتيات والمراهقات، اللواتي صرن يتفنن في اقتنائها وارتدائها مع كافة أنواع وأشكال الملابس، وان كانت القبعة في السابق تشكل وسيلة لحماية الرأس من تأثير البرد والمطر، وما يصاحبه من أمراض صعبة كالانلفونزا والزكام وغيرها، هذا إلى جانب بقية الأوشحة الصوفية الأخرى، التي صارت بدورها تساير الموضة الخاصة بموسم الشتاء، تبعا لما تطرحه دور الأزياء العالمية، أو وفقا لما يتم مشاهدته في المسلسلات الأجنبية والتركية على وجه الخصوص، باعتبار أن هذه الأخيرة قد روجت لكثير من الملابس الشتوية هنا في الجزائر، ممن صارت الجزائريات يطلبنها بكثرة، كالمعاطف والقبعات والأحذية والفساتين وغيرها. وتلقى بعض أنواع القبعات إعجابا كبيرا من طرف الفتيات من مختلف الأعمار، وخاصة المراهقات أو طالبات الثانوي تحديدا، وتتمثل في القبعة المسماة ب "البيري" وهي قبعة فرنسية الأصل يقول خبراء الموضة أن أول من ارتداها هم بائعو البصل الفرنسيين قديما ثم أصبحت جزءا من الثقافة الفرنسية. كما ارتبط "البيري" أيضا بالجنود والعسكر، قبل أن تدخل عالم الموضة على رؤوس جميلات الشاشة الذهبية ويتم طرحها كل موسم بأشكال رائعة وحيوية تؤكد أنها موضة تناسب الشابات عموما، هذا بالإضافة إلى موديلات أخرى، تعرفت عليها الشابات الجزائريات، من خلال المسلسلات التركية، حيث ترتديها بطلات تلك المسلسلات بكثرة، مع المعاطف والقفازات، ونظرا للشهرة الكبيرة التي أضحت المسلسلات التركية تتمتع بها في الجزائر، فان تقليد أبطالها وبطلاتها في طريقة اللباس وتسريحات الشعر وغيرها من الأمور الأخرى أمر يبدو طبيعيا، وتقول إحدى الفتيات أن تلك القبعات من شأنها أن تضفي عليهن منظرا جذابا ومظهراً جديدا، إضافة إلى دورها في حمايتهن من البرد، خاصة وانحن نعيش أياما باردة وممطرة، وتختلف الأنواع والألوان باختلاف الأذواق، كما وتشكل الكوفية الفلسطينية، مظهرا أيضا من مظاهر الموضة، تتوشح بها الكثيرات في فصل الصيف، وتقبل عليها الفتيات المتحجبات وغير المتحجبات على حد سواء ممن قد يجدن حرجا في ارتداء إحدى أنواع القبعات الأخرى. وتطرح المحلات والأسواق أنواعا وأشكالا مختلفة من هذه القبعات بأسعار مختلفة تبدأ من سعر 450 دج إلى غاية 600 دج وأحيانا أخرى أكثر من ذلك قليلا حسب النوعية والجودة، ويبقى الاختيار محكوما بذوق كل فتاة وبطريقتها في اختيار قطع ملابسها وبمقدرتها الشرائية كذلك، طبعا ناهيك عن المنحيط العام للفتاة، فبالأحياء الراقية يعتبر ارتداء مثل تلك القبعات أمرا عاديا، لكن في الأحياء البسيطة أو الشعبية فان ارتدائها قد يسبب الكثير من الإحراج والتحرشات للفتاة، إلا إذا اعتاد الآخرون على ذلك.