كان لرسول الله مجموعة من الشعراء المجيدين، يجاهدون المشركين ببيانهم، ويذبون عن رسول الله، ويدافعون عن المسلمين، وكان دورهم في ذلك الزمن بمثابة دور وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر، وأشعارهم هي مادة خصبة لعلماء السير والمغازي يستفيدون منها شمائل رسول الله، ومشاعر الصحابة ومواقفهم من الأحداث المختلفة، كما تعتبر مدرسة لرواد الأدب الإسلامي يستلهمون منها أغراض الشعر النبيلة، وأساليب اللغة السليمة، ومقياسا وأنموذجا يحتذي به الراشدون في مدح النبي دون غلو في حقه أو إطراء. وهذه الدالية الرائعة لحسان بن ثابت شاعر رسول الله المؤيد بروح القدس أهديها إلى كل مسلم غيور دمعت عيناه وآلم قلبه ما فعلت الصحف الدنمركية والنرويجية وغيرهما بشخص رسول الله، إذ فيها من ذكر محاسنه وسوق شمائله ما يثلج قلب كل حبيب، ويغص حلق كل عنيد، يقول بطيبة رسم للرسول ومعهد منير وقد تعفوا الرسوم وتهمد ولا تمحي الآيات من دار حرمة بها منبر الهادي الذي كان يصعد وواضح آثار وباقي معالم وربع له فيه مصلى ومسجد بها حجرات كان ينزل وسطها من الله نور يستضاء ويوقد معارف لم تطمس على العهد آيها أتاها البلى فالآي منها تجدد عرفت بها رسم الرسول وعهده وقرا بها واراه في الترب ملحد ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت عيون ومثلاها من الجفن تسعد تذكرن آلاء الرسول وما أرى لها محصيا نفسي فنفسي تبلد مفجعة قد شفها فقد أحمد
فظلت لآلاء الرسول تعدد وما بلغت من كل أمر عشيره ولكن لنفسي بعد ما توجد أطالت وقوفا تذرف العين جهدها على طلل القبر الذي فيه أحمد وبورك لحد منك ضم طيبا عليه بناء من صفيح منضد تهيل عليه الترب أيد و أعين عليه وقد غارت بذلك أسعد لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة عشية علوه الثرى لا يوسد يبكون من تبكي السماوات يومه ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد وهل عدلت يوما رزية هالك رزية يوم مات فيه محمد تقطع فيه منزل الوحي عنهم وقد كان ذا نور يغور وينجد إمام لهم يهديهم الحق جاهدا معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا عفو عن الزلات يقبل عذرهم وإن يحسنوا فالله بالخير أجود وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله فمن عنده تيسير ما يتشدد فبينا هم في نعمة الله بينهم
دليل به نهج الطريقة يقصد عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى حريص على أن يستقيموا ويهتدوا عطوف عليهم لا يثني جناحه إلى كنف يحنوا عليهم ويمهد فبيناهم في ذلك النور إذ غدا إلى نورهم سهم من الموت مقصد وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها لغيبة ما كانت من الوحي تعهد فأصبح محمودا إلى الله راجعا