الطلاق يقع عبر الرسائل من الوجهة الشرعية الطلاق أبغض الحلال عند الله عزوجل لما فيه من تفريق للأزواج وتشتيت للأولاد، ولكنه يبقى دوما حلا من الحلول التي تساعد في حل الرابطة الزوجية دون أن يؤذي أي طرف الآخر إذا استحال العيش بينهما، ولكن التطليق في الآونة الأخيرة عرف عدة مظاهر مثل التطليق عبر الرسائل النصية القصيرة، هذه الظاهرة بدأت تتفشى في المجتمع الجزائري شيئا فشيئا وهو صورة من صور الاستهزاء بأقدس علاقات البشر.. عتيقة مغوفل يصطدم الداخل إلى قاعة المحكمة بالكم الهائل من قضايا الطلاق المطروحة منها الطلاق قبل الدخول، حين يكتشف أحد الخطيبين أن النصف الثاني لا يصلح لأن يكون زوجا في المستقبل، في حين هناك قضايا أخرى تتعلق بالطلاق بعد الزواج وحتى بعد مضي 50 عاما من العشرة الزوجية، لكن الجديد هذه المرة الطلاق عبر الرسائل النصية القصيرة. أول حالة صادفناها والتي عاشت طلاقا مؤلما كانت حالة السيدة(و. خ) التي عادت من عملها متأخرة بعد الشيء عن وقتها الاعتيادي وبما أن زوجها رجل عصبي وغيور لم يحتمل دخولها على الثامنة مساء، فأرسل لها رسالة نصية تضم في فحواها (أنت طالق بالثلاث روحي لعند ماليك ما نسحقكش في الدار)، كانت الرسالة صاعقة حلت على الزوجة والأم لثلاثة أبناء، أكملت السيدة (و.خ)مشوارها إلى بيتها ظنا منها أن زوجها لم يقصد ذلك وأنه كان في حالة غضب ليس إلا، ولكن وبوصولها إلى المنزل وجدت زوجها قد أغلق الباب بإحكام ولم يرد فتحه، ما اضطرها للذهاب إلى منزل والدها وهي اليوم لا مطلقة ولا معلقة لأزيد من شهرين على الحادثة، وقد حاول والدها مرارا وتكرارا مع زوجها حتى يصلح بينهما إلا أن الزوج رفض على أساس أن الزوجة قد تعدت الخطوط الحمراء، ولكنه من جهة أخرى لم يواصل إجراءات الطلاق. حالة أخرى والتي عاشت نفس القصة ويتعلق الأمر هنا بالسيدة (ق. ي) المتزوجة وأم لطفلين أخذها زوجها لبيت أهلها على أساس أنها ذهبت ضيفة تزور والديها، مثلما تفعل كل الجزائريات غيرها، ولكن مرت أيام على زيارتها لبيت أهلها وقد أطالت الضيافة ولم يبحث الزوج لا عنها ولا عن أولاده، لتتفاجأ بعد أيام برسالة نصية قصيرة أرسلها لها وكتب عليها بصريح العبارة أنت طالق دون سابق إنذار، حيث أكدت لنا شقيقتها أنها لم تقترف ذنبا وأن الطلاق وقع بدون سبب وهي الآن في بيت أهلها رفقة أبنائها. أما الآنسة (ف. س) هي الأخرى طلقها زوجها قبل الدخول لأنهما عقدا قرانهما وبقي فقط التحضير للزفاف، وقبله بأسبوعين أرسل لها رسالة قصيرة فيها (ربي يجيبلك واحد خير مني أنت طالق)، وهو الأمر الذي دفع بها للإصابة بصدمة كبيرة أوقعتها أرضا لأنها لم تتوقع أن يبدر من زوج المستقبل سلوك مثل هذا، وبعد أن استفسر أهلها عن الأمر أخبرها ابن عم زوجها السابق أنه تركها من أجل امرأة أخرى ذات مال وجاه، وقد قام برعاية مصلحته الشخصية على حساب سعادة خطيبته الماضية. الطلاق عبر ال أس أم أس ممنوع قانونا ولنوضح الغموض قامت (أخبار اليوم) بربط اتصال هاتفي بالأستاذ علوش زوبير محامٍ معتمد لدى مجلس قضاء الجزائر، حيث أكد لنا أن التطليق عبر الرسائل النصية لا يعد طلاقا لأنه يجب أن يثبت الزوج مصداقية الزواج أولا لدى قاضي الأحوال الشخصية بواسطة عقد الزواج، ثم تستدعى الزوجة إلى المحكمة ويحاول القاضي الإصلاح بينهما من خلال جلستين للصلح، وفي الجلسة الثالثة تبدأ إجراءات الطلاق إن لم يتم الصلح بينهما لأن الصلح خير، ولا يوجد نص قانوني يسمح بالتطليق عبر الsms، ولكن الشيخ الإمام (جلول قسول) رئيس مكتب النشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فقد أكد لنا أن الطلاق يثبت من خلال رسالة نصية قصيرة لأنها وسيلة من وسائل الاتصال، لكن يشترط في هذه الحالة وجود شهود حتى يثبت أن الزوج هو صاحب الرسالة ولا يجوز تطليقها 3 مرات دفعة واحدة لأنها تعتبر طلقة واحدة وتحل له مراجعتها إذا تم التأكد بأن الزوج هو المرسل. من جهة أخرى يرى بعض الشباب أن في هذا السلوك جبن وانعدام للشخصية وهو حال كمال شاب في ربيعه ال 27 الذي يعتبر أن الرجل الذي يقوم بهذا الفعل لا شخصية له بل إنه جبان لأنه لا يستطيع أن يواجه امرأة والحياة الزوجية أرقى من هذا.