لم يعد الطلاق ذلك الأمر النادر والغريب في مجتمعنا، ففك الرابطة الزوجية أصبح يتم بعد فترة قصيرة من الزواج، وغالبا ما يكون بطلب من الزوجة التي تفضل إنهاء العلاقة مهما كانت التضحيات. «لا أريده سيدتي الرئيسة فهو زير نساء وأطلب منك أن تطلقيني منه في أقرب وقت ممكن"، هي عبارة جاءت على لسان إحدى المتقاضيات في قضية أحوال شخصية بمحكمة يغموراسن بوهران، هي شابة في عقدها الثاني، كنا نظن في البداية أن طلبها للتطليق يرجع لضرب الزوج لها أو لتدخل أمه في حياتهما الخاصة كسببين رئيسيين اعتدنا سماعهما في جلسات المحاكم، غير أنه سرعان ما اكتشفنا من تصريحات الزوجة أن الأمر يتعلق بإدمان زوجها على قضاء الليالي الحمراء مع العاهرات و مرتادات الكباريهات ، لتطلب منها القاضية ان لا تتسرع في اتخاذ قرارها وهذا بعقد جلسة صلح بين الزوجين، الأمر الذي لم تستمغه الزوجة الشابة التي أصرت على التطليق بعد علاقة زوجية لم تتجاوز 8 أشهر فقط. وبنفس المحكمة استوقفتنا حالة أخرى مماثلة ، ولكن هذه المرة الزوجة طلبت الانفصال عن زوجها الذي أشبعها ضربا بعد أن اكتشف أنها تذهب الى والديها دون أخذ إذنه. [سراب يحسبه الظمآن ماء ] تشهد أقسام المحاكم الخاصة بالأحوال الشخصية مؤخرا ارتفاعا مقلقا بخصوص قضايا الطلاق خاصة وسط الأزواج الجدد، وفي هذا المقام أكد لنا بعض من أهل الاختصاص على أن قانون الأسرة المعدل أوهم المرأة بأن لها حقوق كفيلة بحفظ كرامتها وحياتها وقوت أولادها بعد الطلاق، وهو ما شجع المرأة في الإقدام على طلب فك الرابطة الزوجية ولو لأتفه الأسباب يضاف إلى ذلك الحديث الدائر الآن في ظل الحملة الانتخابية عن توفير راتب شهري للمرأة المطلقة والحاضنة لأطفالها. وأضافوا أن هذه الحقوق جعلت المرأة لا تخاف من هاجس الطلاق مثلما كان من قبل، حيث كانت تفكر ألف مرة وترضى بواقعها قبل أن تتخذ قرار الانفصال، وأن أهم أسباب الطلاق ترجع للظروف الاجتماعية والمعيشية، ومنها تلك المتعلقة بالصراع التقليدي بين "الكنة و العجوز" حيث غالبا ما لا تستطيع الزوجة تحمل العيش مع أسرة زوجها ومع تفاقم المشاكل يكون الحل الوحيد هو الانفصال، ومن أهم الأسباب أيضا الخيانة الزوجية التي طفت على السطح مؤخرا سواء من قبل الزوج أو الزوجة. راتب الزوجة الشهري : نعمة أم نقمة ؟ إن الكثير من النساء تطلبن الطلاق بسبب تسلط الأزواج الذين يطلبون من زوجاتهم العاملات مع نهاية كل شهر التنازل عن رواتبهن كليا أو جزءا كبيرا منه. وهو ما أكده لنا أهل الاختصاص من محاميين و قضاة أن مثل هذه الظاهرة ارتفعت مؤخرا أين أصبح الزوج يطمع في الراتب الشهري لزوجته لاسيما إن كانت تتقاضى راتبا شهريا محترما كالتي التقيناها في المحكمة و سردت لنا قصتها مع زوجها الذي احتملته منذ سنين بالرغم من أنه بطال حيث كانت في كل مرة تجد له عملا مناسبا في مؤسسة لكنه يرفض و يقول لها بكل برودة "البراكة فيك انت " و ظل على هذا الوضع لمدة 4 سنوات و اصيبت بانهيار عصبي لاسيما انها كانت تنفق عليه و على عائلته دون ان يحرك ساكنا إلى أن جاءت الفرصة لتتخلص من غطرسته و أنانيته علما أن السبب الوحيد الذي جعلها تصبر كل تلك الفترة هو الخوف من أسرتها التي لا تتقبل أن إحدى بناتها تطلق مهما كان حجم التضحيات. عسل بمذاق الحنظل من بين الأسباب التي تدفع الزوجة إلى فك الرابطة الزوجية أيضا أن يكون شريك حياتها يتعاطى الحبوب المهلوسة، ومن بين القضايا التي عالجتها محكمة وهران تلك المتعلقة بزوجة اكتشفت أن زوجها يتعاطى الحبوب المهلوسة بعد أسبوع من زفافها، وذلك عندما انهال عليها ضربا بعد أسبوع من زواجهما وسبب لها عجزا ل 7 أيام حيث كانت تشاهده كل ليلة يتعاطى حبوب مهدئة و عندما استفسرته الأمر ادعى أنه يعاني من صداع وهو بحاجة الى دواء لتهدئة اعصابه إلى أن اكتشفت ان زوجها يتصرف تصرفات غريبة عندما ينفذ منه المهدئ و يجن جنونه وتبين فيما بعد أنه مدمن أقراص الهلوسة منذ ما يزيد عن 8 سنوات، وبعد أن واجهته بالأمر نكل بها، حينها لم تترد في الانفصال رغم تدخل أفراد عائلتها الذين حاولوا إقناعها بالعدول عن فكرة الطلاق.