الصواريخ...الدوبل بومب والشيطانة الأكثر إقبالا لم تعد تفصلنا إلا سويعات عن الاحتفاء بمولد خير الأنام، وعلى الرغم من الأبعاد السامية لإحياء المناسبة العظيمة، ما يشوبها هو عرف استعمال الألعاب النارية على نحو ملزم، إذ تزايدت طاولات عرض المفرقعات عبر شوارع العاصمة على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها المصالح المختصة على رأسها الحماية المدنية، بحيث ظهرت البوادر الأولى للعب الجنوني باستعمال أخطر الأنواع والتراشق بها، واعتاد الكل أن تكون مناسبة المولد مناسبة للأحداث الأليمة وتخليف إصابات خطيرة تمس مناطق من الجسم لاسيما العينين مما يهدد المصاب بفقدان البصر وإصابات أخرى لا تقل خطورة بالنظر إلى المفعول القوي لبعض المفرقعات، ودليل ذلك امتلاء مستشفياتنا حسب التجارب السابقة بجرحى ومصابين من جراء الاستعمال السلبي للألعاب النارية، وعلى الرغم من التحذيرات تتواصل الظاهرة المشينة التي باتت تطبع المواسم الدينية في مجتمعنا. بحيث كانت الألعاب النارية الحاضرة الأولى بمختلف شوارع العاصمة على غرار باب الوادي، المدنية، بلوزداد العتيق وغيرها، بحيث اصطفت أنواع من المفرقعات وعرفت إقبالا من طرف الزبائن لاسيما الأطفال الذين يتدافعون لأجل الظفر بأنواع من المفرقعات، دون أن ننسى الكبار بعد أن تحوّلت المفرقعات إلى عرف ملزم في مجتمعنا لا تحلو مناسبة المولد إلا بحضورها، إلا أنها تحمل الكثير من الأخطار للصغار والكبار على حد سواء بسبب الاستعمال السلبي لتلك الألعاب واللعب الجنوني بها، بحيث يتم تراشقها عشوائيا عبر الأزقة، إلا أن لحظة تهور وطيش من الممكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة أولها احتمال الفقدان الكلي للبصر والجروح متفاوتة الخطورة بسبب المفعول القوي لبعض أنواع المفرقعات على غرار الدوبل بومب والشيطانة والصواريخ وغيرها من الأنواع الأخرى التي لا تعد ولا تحصى ويتفنن الباعة في عرضها على الزبائن لجذب اهتمامهم. المواطنون بين رافض ومؤيد لاستعمالها اقتربنا من بعض الشوارع العاصمية التي غرقت في الألعاب النارية واصطفت بها الطاولات وجمعنا بعض الآراء التي كانت متباينة. الشاب عثمان صاحب طاولة لعرض المفرقعات بالعاصمة قال إن الإقبال يتزايد على أنواع الألعاب النارية في الفترة الأخيرة من اقتراب المولد من مختلف الشرائح وحتى الأطفال، وعلى الرغم من أنه بائع للألعاب النارية رأى خطورة في إقبال الأطفال عليها بمفردهم، ومهمتهم تكون بالنصح والإرشاد في استعمال تلك الألعاب بمرافقة الكبار مادام أنها أصبحت عادة لا خروج عنها خلال المولد، وعن مصدر تلك الألعاب على الرغم من حظرها القانوني بالنظر إلى أضرارها أحجم محدثنا عن الرد والتزم الصمت واكتفى بإعلامنا أنه دفع الكثير لأجل وصول تلك الألعاب إليه ما أجبره على رفع الأسعار قليلا لأجل تعويض المبالغ التي دفعها إلى بارونات بيع المفرقعات والألعاب النارية الخطيرة التي تهدد بفقدان البصر وبحوادث أليمة نسجل العشرات منها في كل سنة عبر مستشفياتنا. مواطنون آخرون بينوا رفضهم عرض تلك الألعاب التي تؤدي بأطفالهم إلى الهلاك،السيد خالد من باب الوادي قال إنه يدهش لعرض أخطر الأنواع منها المفرقعات قوية المفعول التي تؤدي إلى المخاطرة بالعين وحتى بحاسة السمع لما تفرزه من إزعاج وفوضى، وأضاف أنه يمانع استعمال أطفاله لتلك الألعاب الخطيرة التي تفرز ضحايا جدد في كل سنة خاصة وأن البعض يلعبون بكل تهور، وقال إنه مؤخرا شاهد أحد المراهقين وهو يضع مفرقعة بقميص صديقة وما أن اندلع مفعولها حتى ألحق به جرحا عميقا في الرقبة استدعى إيفاده إلى عيادة طبية بغرض التضميد من دون أن ننسى الإصابات التي تلحق بالعيون والأطراف، ومن ذلك تظهر الإفرازات السلبية الخطيرة التي تفرزها تلك الألعاب وسوء استعمالها من طرف الكثيرين. وأجمع أغلب المواطنين على الأضرار الناجمة عن تلك الألعاب التي تتعدد سلبياتها ورأوا ضرورة التصدي لتلك الطاولات مادام أن القانون الجزائري يحظر استعمال مثل تلك الألعاب الخطيرة، ويبقى استعمالها في الاحتفال صورة مشوهة لمناسبة المولد النبوي الشريف كمناسبة حُصرت في اللعب الجنوني بالمفرقعات وألغيت جوانب أخرى أهم، على غرار التذكير بالسنة المحمدية وتلقين السيرة النبوية.