أسر تشجع بناتها على خوض غمار السياسة تمكنت المرأة الجزائرية اليوم من رفع التحدي ومجابهة شقيقها الرجل في جميع الميادين وأصبحت اليوم تحتل العديد من المناصب السامية في الإدارة الجزائرية، بل تعدى الأمر ذلك فقد أضحت عنصرا فاعلا في الحياة السياسية، فمن منتخبة بالمجالس إلى رئيسة حزب تترأس جمعا من الرجال، وهو الأمر الذي خلق جدلا وصراعا كبيرين في الأوساط الاجتماعية بين مؤيد ومعارض لنشاط هذه الأخيرة. عتيقة مغوفل عرفت الجزائر في السنوات الأخيرة حراكا سياسيا نشيطا وقد لعبت الجزائريات دورا كبيرا بعدما ناضلن من أجل حريتهن وحقهن في المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى نضالهن في الحق في التعليم والخروج إلى مجال العمل حتى يتمكن من اثبات وجودهن، وبعد أن تحقق مبتغاهن، أصبحت جل الأحزاب السياسية تسعى جليا لكسب أكبر عدد ممكن من الأصوات من خلال حملتها الانتخابية، وهو الأمر الذي دفع إلى بروز العنصر النسوي بقوة ما دفعنا إلى التساؤل عن مدى تقبل الأسر لخروج بناتها، خصوصا من طرف الأب والزوج. تناضل في الأفلان منذ 20 سنة تنقلت (أخبار اليوم) إلى بعض مقرات الأحزاب السياسية لمقابلة بعض المناضلات، وكان أول حزب قصدنا مكتبه حزب جبهة التحرير الوطني وبالضبط ذاك التابع لبلدية القصبة، عند دخولنا إليه لمحنا وجود العنصر النسوي فقط، 4 سيدات جالسات يتبادلنا أطراف الحديث فيما بينهن فكانت فرصة سانحة لنا لأن نتقدم من بعضهن ونتحدث معهن، وكانت أول من حدثناها الآنسة(بوعمار ليندة) التي تبلغ من العمر46 ربيعا تشغل منصب ملحق إقليمي بصفوف جبهة التحرير الوطني منذ أزيد من 20 سنة، فقالت (بدأت النشاط السياسي وأنا في مقتبل العمر ولم يكن لي أي مشكل مع أفراد العائلة حول ممارسة النشاط مع عائلتي، فلو كانت عندي مشاكل ما كنت لأخرج للشارع وأمارس وظيفتي بشكل عادي، زيادة على هذا نحن بنات القصبة ونعرف كل مشاكلها وما يعانيه سكانها فلنا كل الحق، فنحن أولى بالترشح عوض الغرباء)، عدنا وسألناها مرة إن كانت عندها مشكلة في تعليق صورها في الشارع ضمن القوائم الانتخابية التي عادة نشاهدها في الأزقة حين حلول المواعيد الانتخابية وإن كان لها مشكل في ذلك، فأجابتنا قائلة (لا مشكل لدي أن تكون صورتي معلقة في الشارع، فنحن ندخل البيوت وهو الأمر الذي يجعلنا معروفات عند الجميع لذلك لا يهمني أن تنشر صوري في كل مكان). زوجي لا يعارض ويحبد الانخراط معي أما السيدة (لرجان) منخرطة هي الأخرى في صفوف جبهة التحرير الوطني والتي تبلغ من العمر60 سنة جدة لثلاثة أحفاد قابلناها هي الأخرى في نفس المكتب الأول الذي كانت تتواجد فيه الناشطة السياسية الأولى، قالت (لا مشكل لي في أن أتشرح للانتخابات فأنا ابنة مجاهد، الدم الذي يجري بعروقي يعشق هذا الوطن ويغادر عليه، لذلك فكرت في أن أنخرط في النشاط السياسي من أجل أن أساهم في التغيير)، سألناها عن رأي زوجها فقالت (زوجي لا يعارض أن أنخرط في العمل السياسي بالعكس هو الآخر يفكر في الانخراط في صفوف جبهة التحرير الوطني مثلي). أهلي يعتزون بخوضي عالم السياسة بعد أن خرجنا من مكتب جبهة التحرير الوطني دخلنا إلى مكتب حزب التجمع الديمقراطي لذات البلدية، وجدناه يعج بالأعضاء بحثنا بينهم فوجدنا ثلاث نساء جالسات في زاوية من المكتب يتبادلن أطراف الحديث، لنتقرب بعدها من إحداهن المدعوة(آمال) البالغة من العمر 40 سنة، متزوجة وأم لطفلين سألناها عن رأي عائلتها في مشاركتها في الانتخابات المحلية، فقالت (زوجي فخور بي لأني أمارس العمل السياسي لم يعارضني يوما، بالعكس يحترم رأيي ويقدر كل ما أقوم به، ليس الوحيد في ذلك بل حماي أيضا وتلقيت الدعم والتشجيع منهما في خوض الحياة السياسية وإيماني كبير بأن المرأة تستطيع أن تغير مصير أمة). آراء متباينة بعد أن رصدنا بعض الآراء أردنا معرفة كيف ينظر الجنس الخشن إلى النساء المنتخبات، فتجولنا ببعض شوارع العاصمة أين جمعنا آراء بعض الرجال، أولهم كان محمد الذي يبلغ من العمر54 ربيعا سألناه فأجابنا قائلا: (لا يروق لي أن تكون زوجتي أو أية امرأة في عائلة سياسية لأنه خزي وعار بالنسبة إلي أن تقف المرأة وسط الرجال وتروج لحملة انتخابية، حتى وإن حالفها الحظ وفازت لا يروق لي أن تكون رئيسة بلدية أو ممثلة في الولاية فقد لعن الله قوما تحكمهم امرأة. ولكن على ما يبدو هناك صنف آخر من الرجال لا يمانع أن تشارك المرأة في الحياة السياسية، وهو رأي عبد الرءوف الذي يبلغ من العمر38 عاما، مهندس دولة في الإعلام الآلي رد على سؤالنا قائلا: (المرأة لها الحق في المشاركة السياسية حالها حال الرجل، هي أيضا يحق لها أن تمثل غيرها من النساء في الحياة السياسية، فقد تغيرت الدهنيات اليوم وتفتحت المجتمعات وأصبح يحق للمرأة ما يحق للرجل، لذلك فمن الطبيعي جدا أن يكون لها الحق في المشاركة في الحياة السياسية، وإن أرادت زوجتي أن تفعل ذلك سأشجعها بكل سرور.