بينما كثُر الحديث في الأيام الأخيرة عن سياسة التقشف و(تزيار السنتورة) التي اضطرت الجزائر إلى اعتمادها، تكيفا مع انهيار أسعار البترول، يتواصل تبذير الجزائريين بطرق مختلفة، علما أن الدين الحنيف يحثّ عن تجنب التبذير في كل الأحوال، حيث ينصح الرسول الكريم {صلى الله عليه وسلم} بعد الإسراف، على سبيل المثال، في استخدام الماء، (ولو كنت على نهر جار). ويُعد الشعب الجزائري، عموما، من أكثر شعوب العالم تبذيرا، وقد كشفت نتائج دراسة صادمة، مؤخرا، أن مواطني 34 بلدية عاصمية ألقوا في القمامة نحو 12 طنا من الخبز خلال ثلاثة أشهر فقط، تصوروا 12 طنا في تسعين يوما عبر 34 بلدية فقط، ولكم أن تتخيلوا كميات الخبز التي يتم تبذيرها عبر التراب الوطني.. ومقابل تبذيرنا الشديد للخبز، استوردت الجزائر أكثر من 11 مليون طن من الحبوب منذ بداية سنة 2014، ولا شك أن جزءا كبيرا من هذه الحبوب المستوردة يوجه لطهي الخبز، الخبز الذي ننفق أموالا طائلة من أجل الحصول عليه، قبل أن نرمي به في المزابل.. أكرمكم الله، ونتساءل بعدها عن (سر الجفاف)..