شهدت هايتي انتخابات أمس الأحد في ظل تفشي وباء الكوليرا وتصاعد حدة التوترات السياسية ووسط حيرة الناخبين الذين يريدون زعيما يقود دولتهم الفقيرة للتعافي من آثار الزلزال المدمر الذي حدث في يناير 2010. ويأمل المجتمع الدولي أن تنتهي الانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان جديدين وثلث أعضاء مجلس الشيوخ بانتخاب حكومة مستقرة وشرعية قادرة على إدارة مليارات الدولارات من المساعدات المخصصة لإعادة الإعمار التي تعهد المانحون بتقديمها. وتساعد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة شرطة هايتي في تأمين وحماية اكثر من 11 الف مركز اقتراع أقيمت في مدارس وأكواخ خشبية وحتى في الخيام المزدحمة بمخيمات الناجين من الزلزال. لكن مع تصاعد حدة التوتر السياسي وإصابة عملية إعادة الإعمار بعد زلزال يناير المدمر بالشلل بسبب تفشي وباء الكوليرا يخشى كثيرون من أن تدفع انتخابات يسودها الاضطراب هايتي الى مزيد من الفوضى. ويخوض انتخابات الرئاسة 18 مرشحا يتقدمهم زعيمة للمعارضة تلقت تعليمها في السوربون ومسؤول حكومي يحظى بمساندة الرئيس المنتهية ولايته رينيه بريفال فضلا عن فنان وموسيقي معروف. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر تقدم السيدة الأولى السابقة ميرلاند مانيجات (70 عاما) فإن عدم وجود مرشح يفضله الناخبون بوضوح يزيد من احتمال إجراء جولة إعادة في 16 يناير بين المرشحين الاثنين الحاصلين على اعلى الأصوات. وشارك في الانتخابات نحو 4.7 مليون ناخب مسجل في الداخل الى العزوف عن الإدلاء بأصواتهم في البلاد التي تعاني من صعوبة التنقل بسبب بنيتها التحتية المدمرة. علاوة على ذلك هناك وباء الكوليرا الذي أودى بحياة نحو الفي شخص وفقا لما ذكره مسؤولون بالأمم المتحدة وأصاب عشرات الآلاف إثر تفشيه في أنحاء البلاد. غير أن بعض ابناء هايتي الذين أدلوا بأصواتهم يعتبرون الانتخابات التي جرت على مستوى البلاد وسيلة للمساعدة في تحسين مستقبل بلادهم بعد المصائب التي توالت عليها هذا العام. وقال رودريج ايلاريون (32 عاما) وهو عاطل عن العمل، أمام مركز اقتراع قبل الادلاء بصوته أمس"المدارس انهارت ولا توجد وظائف. نريد مدارس وجامعات ووظائف... والآن دمرت الكوليرا هايتي. سأذهب للإدلاء بصوتي لأنني مواطن ولي الحق." وأظهرت استطلاعات للرأي تقدم مانيجات يليها جود سيليستين (48 عاما) مرشح ائتلاف الوحدة بزعامة بريفال وميشيل مارتيللي (49 عاما) نجم الرقص والموسيقى الذي استقطبت تجمعاته الانتخابية أعدادا كبيرة. ووقعت أعمال عنف متفرقة من بينها نصب أكمنة لعربات تابعة للحملات الانتخابية وإطلاق نيران عشوائي وهجمات من قبل مثيري شغب على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي يتهمها بعض ابناء هايتي بأنها هي التي أدخلت وباء الكوليرا مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص. وقبل ساعات من بدء التصويت في السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت غرينتش) أمس، اشتكى الكثير من الناخبين الغاضبين من أنهم لا يعرفون الى أين يذهبون للادلاء بأصواتهم. بينما اصطف آخرون للحصول على بطاقات الهوية اللازمة للتصويت.