يتوجه حوالي 4.7 مليون ناخب في هايتي إلى مكاتب الاقتراع يوم ا الأحد لاختيار خليفة للرئيس المنتهية ولايته رينيه بريفال ونواب جدد سيرثون بلدا دمره زلزال يناير الماضي وأنهكه الانتشار الأخير لداء الكوليرا الذي حصد مئات الأرواح. وبعد نحو سنة من زلزال 12 يناير 2010 الذي تسبب في مصرع 250 ألف شخص في العاصمة الهايتية بور او برنس وضواحيها دعي الناخبون في هايتي إلى اختيار خلفا للرئيس بريفال من بين 18 مرشحا ونواب للبرلمان بغرفتيه. ويرى المراقبون أن الرئيس بريفال الذي يمنعه الدستور من الترشح مجددا قد تخلفه ميرلاند مانيغا (70 سنة) زوجة الرئيس السابق ليسلي مانيغا /1988/ لتكون اذا تحقق ذلك أول رئيسة في هايتي باعتبارها أوفر حظا من مرشح الحزب الحاكم جود سلستان (48 سنة) المدعوم من الرئيس المنتهية ولايته. ويشير استطلاع للرأي أجراه مكتب الأبحاث في المعلوماتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية أن مانيغا حصلت على 36% من الأصوات مقابل 20% لسلستان بينما حصل المرشح الثالث المغني الشعبي ميشال مرتيلي (49 سنة) المعروف باسمه الفني سويت مايكي والذي يحظى بشعبية بين الشبان على 14% من الأصوات. وسيتم تنظيم دور ثاني للانتخابات في هايتي في حالة عدم حصول أي من المترشحين 18 على نسبة 50% المطلوبة على أن يكون التنافس فيه بين المترشحين الاثنين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات. وإضافة إلى اختيار خليفة للرئيس بريفال الذي يمنعه الدستور من الترشح لهذه الرئاسيات يتعين أيضا على الناخبين الهايتيين اختيار 11 نائبا في مجلس الأمة لعهدة مدتها ست سنوات حيث يتنافس على هذه المناصب حوالي مائة مترشح. كما يتوجب على الناخبين في هايتي غدا انتخاب 99 نائب في البرلمان الذي ترشح له 850 متنافسا لولايته مدتها أربع سنوات. وعشية هذه الانتخابات دعا مدير السجل الانتخابي الوطني في هايتي فيليب اوغستين الناخبين إلى الانتخاب ب"كثافة لتجنب الغش". وعلى الصعيد الأمني تم تجنيد أكثر من 12 الف عسكري وشرطي دوليين تابعين لمهمة الأممالمتحدة التي تسهر على تحقيق الاستقرار الى جانب 9000 شرطي هايتي وذلك لتأمين اكثر من 11 الف مكتب اقتراع. وستجري الانتخابات في هايتي غدا رغم الدعوات العديدة لإرجائها لأنها تقام في ظروف قاسية بالنسبة لاستقرار بلد ما لبث ان خرج من زلزال يناير الماضي المدمر حتى سقط في مرارة داء الكوليرا القاتل . وحسب الإحصائيات الرسمية فقد تسبب داء الكوليرا حتى الآن في مصرع أكثر من 1400 شخص إضافة إلى إصابة 25 الف آخرين وهو الأمر الذي تسبب في نشوب مظاهرات واحتجاجات عنيفة في كامل انحاء البلاد لا سيما ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في البلاد متهمين اياها بنقل وباء الكوليرا الى بلادهم واحتجاجا على تعامل الحكومة و "عجزها" على احتواء المرض. وبسبب اعمال العنف والمظاهرات دعا عدد من المترشحين للرئاسة السلطات في هايتي الى تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية وذلك للتحكم اكثر في الوضع القائم في هذا البلد. غير ان هذه الدعوات قوبلت بالرفض من طرف السلطات. فبالنسبة لرئيسة وفد الاتحاد الأوروبي في هايتي لوت فابرت يجب انتخاب رئيس جديد وبرلمان جديد كما هو مقرر غدا الأحد على الرغم من المشاكل السائدة بسبب مرض الكوليرا مؤكدة إن "عدم إجراء انتخابات في هذا الوقت من شأنه أن يعرض هايتي لخطر اللااستقرار السياسي" . ورأت لوت فابرت أن "الكوليرا لا يجوز أن تمنع الهايتيين من التصويت الأحد وكل شيء أصبح جاهزا وقوة الاستقرار التابعة للأمم المتحدة مستعدة لتوفير الأمن". وكان الاتحاد الأوروبي قد ارسل بعثة من سبعة خبراء في مجال الانتخابات لتحليل العملية الانتخابية وستنكب هذه البعثة على دراسة الأوجه القانونية وسير العملية الانتخابية لكنها لن ترفع أي تقرير عن يوم الانتخاب حسب ما أعلنت ماري فيليت سيزار رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي.