بعد 20 يوما.. المسلمون مازالوا يدفعون ثمن مسرحية شارلي إيبدو الجزائريون أكبر المتضرّرين.. وحملة لطردهم من فرنسا مازال المسلمون عموما، والجزائريون بوجه خاص، يواصلون دفع ثمن (مسرحية ) الهجوم على جريدة (شارلي إيبدو) التافهة، حيث تتواصل الاعتداءات التي تستهدف المسلمين ومقدّساتهم ومساجدهم في بلدان أوروبية عديدة، تتقدّمها فرنسا التي تنامت الإسلاموفوبيا بها بشكل خطير وصل حدّ تنظيم حملة مركّزة لطرد المسلمين، وبشكل أخص الجزائريين، من الأراضي الفرنسية. توالت الأخبار السيّئة على المسلمين المقيمين في فرنسا منذ الهجوم الذي تعرّضت له الصحيفة المعادية للإسلام قبل نحو ثلاثة أسابيع، فرغم مرور 20 يوما على الاعتداء الإرهابي الذي أدانه المسلمون قبل غيرهم، يواصل المتطرفون عدوانهم على كل ما له صلة بالإسلام. وبلا شكّ فإن الجزائريين في مقدّمة المتضرّرين من الإسلاموفوبيا، ومن التطرّف المعادي للإسلام، خصوصا في فرنسا، بالنظر إلى كونهم يشكلون أكبر جالية أجنبية مقيمة هناك، وهو ما يجعلهم عرضة لأبشع وأخطر أنواع الاعتداءات، وكذا التهديدات. واللاّفت للنظر في الأمر أن الاعتداءات على الجزائريين بفرنسا لم تعد تتمّ من قِبل مواطنين فرنسيين وغربيين متطرفين فحسب، بل أصبحت تأخذ طابعا رسميا ممنهجا، من خلال المعاملة غير اللاّئقة التي بات يلقاها الجزائريون الذين يقصدون فرنسا في الأيّام الأخيرة. وفي هذا الشأن، قال تقرير إعلامي إن السلطات الفرنسية قامت بترحيل عدد من الجزائريين وطردهم من أراضيها كما تطرد الإرهابيين والمجرمين والمغتصبين رغم استيفائهم كامل الشروط القانونية وحصولهم على تأشيرة لدخول أراضي (فافا) غير المقدّسة. ونقلت مصادر إعلامية شهادات (مبكية) لعدد من الجزائريين الذين عاملتهم السلطات الفرنسية بطريقة غير لائقة، شبيهة بتلك التي كانت تعامل بها آباءهم وأجدادهم إبان فترة الاستدمار الفرنسي، لتكون باريس قد كشفت عن وجهها الحقيقي، وأثبتت للجزائريين، حتى أولئك الذين يحبونها ويزورونها أنها تمقتهم وتحتقرهم، وقد منحتها مسرحية شارلو فرصة جديدة لإذلالهم. في سياق ذي صلة، جرى تسجيل مائة وثمانية وعشرين اعتداء ضد مسلمين في فرنسا منذ الهجوم على صحيفة (شارلِي إيبدُو) الذي وقع في السابع من جانفي الحالي. وعلى الرغم من أن الهجوم على الصحيفة الفرنسية أوجد كل ردات الفعل هذه ضد المسلمين، إلا أن مراجعة الحسابات الإعلامية والسياسية بدأت تعيد أصابع الاتهام إلى الإعلام الفرنسي المتطرف نفسه، وهو الأمر الذي قدم خدمة للإسلام، حيث بدأ يشرح للكثيرين أن المسلمين لم يكونوا هم الجناة، بل المجني عليهم. وتؤكّد صحيفة (الإندبندنت) البريطانية أن الهجمات ضد المسلمين في فرنسا وأوروبا تتزايد، خاصة بعد مقتل رجل مغربي في فرنسا بطريقة وحشية، حيث تعرض للطعن 17 مرة أمام زوجته وفي بيته من قبل أحد الجيران، تم وصف الهجوم بالفظيع والخاص بالخوف من الدين الإسلامي (الإسلاموفوبيا). وتوضح الصحيفة أن القتيل (محمد المكولي) اعتدى عليه جاره 27 عاما، في تمام الساعة الواحدة ونصف ظهر الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن الرجل المغربي يبلغ من العمر 47 عاما، يسكن في قرية هادئة بالقرب من بيكوت أفيون في جنوبفرنسا، حاولت زوجته نادية البالغة من العمر 31 عاما إنقاذه، لكنها كانت تعاني من جروح في يديها، قبل أن تفر من مكان الحادث لتخبر الشرطة مع أطفالها. وتوضح الصحيفة البريطانية أن هذا الهجوم هو واحد من بين 50 هجوما على الأقل من هجمات كراهية الإسلام التي لحقت الهجوم على صحيفة (شارلي إيبدو) وسوبر ماركت كوشير في باريس، وفقا للمجلس المركزي للمسلمين في فرنسا، كما قتل ألماني مسلم من أصل إريتيري في مدينة دريسدين الألمانية.