نتائج دراسة ديوان الإحصائيات تثير جدلا أبدى كثير من الرجال الجزائريين امتعاضهم من نتائج الدراسة البحثية المعلن عنها مؤخرا والتي تشير إلى أن النساء الجزائريات يتقاضين أجرا أكبر من الرجال، معتبرين أن ميزان الأجور غير عادل، ومُطالبين بالمساواة مع النساء، وهو المطلب الذي أكدت بعضهن منطقيته، مستغربات هذه الأفضلية في الأجر. الدراسة التي أعلن الديوان الوطني للإحصائيات عن نتائجها الأسبوع الماضي والتي أفادت أن فارق الأجور بين النساء والرجال هو 6000 دينار والذي يتفوقن فيه النساء على الرجال، وهي الدراسة التي نشرت أخبار اليوم نتائجها بالتفصيل لم تمر مرور الكرام على الشارع الجزائري حيث لقيت تفاعلا وتجاوبا كبيرين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتباينت آراء الفايسبوكيون، وغيرهم، بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، وكان اللافت للنظر مطالبة كثير من الرجال بالمساواة في الأجر مع النساء. آراء متباينة.. وقامت صفحة 1.2.3 فيفا لاجيري على الفايسبوك باقتباس عنوان (أخبار اليوم) الخاص بالموضوع والذي جاء فيه (نساء الجزائر أعلى أجرا من الرجال)، وجاءت آراء المعلقين على نتائج الدراسة متباينة، فالأغلبية كانت معارضة أصلا لعمل النساء وليس فقط الأجر الأعلى ومطالبين بترجيح الكفة لصالح الرجال، وعلى حد تعليق صاحب حساب مسلْسَلْ الْفَسَادْ الْجَزَائٍرٍي : (فإنها إحدى السياسيات المنتهجة للقضاء على الشباب أولا بإخراج المرأة للعمل وبالتالي القضاء على الأسرة وبالتالي المجتمع وثانيا بمحاربة الشباب بالخدعة الوطنية ورفضهم في التوظيف مع أن الرجل هو المسؤول عن السعي من اجل توفير المال لبناء بيت أو الزواج وإذا لم تتوفر له هذه الشروط والإمكانيات فالشاب إما يختار قوارب الموت أو المخدرات...أو يحترف السرقة والمحرمات...الخ). ومن جهتهن لم تفوت الفايسبوكيات فرصة الرد على استفزازات الرجال معتبرات أن أفضلية الأجر أمر طبيعي وعادل، لأن المجتمع الجزائري اصبح اكثر تفتحا في السنوات الأخيرة من جانب دخول المرأة عالم الدراسة والشغل مما أتاح لها اعتلاء مناصب مرموقة ومن ثمة أجر أعلى، وردت إحداهن قائلة: (لماذا تركزون على أعلى أجرا ولا ترون مستويات دراسية أعلى (هاذي هي) هناك فرق بين الدكتورة والليسانس وبين الليسانس والمستوى الابتدائي فأكيد الأجور هنا تتغيّر). ويرى اخرون أن للمرأة دور كبير في مساعدة الرجل في تحمل أعباء الحياة من اجل عيش كريم خاصة مع التطور الحاصل في البلاد، (أصبح أغلب النساء العاملات يشاركن في مصاريف الحياة الزوجية، وهو أمر طبيعي أن تكون الطبيبة تتقاضى أجر أحسن من الممرضة والأستاذة الجامعية أن تتقاضى أجر أحسن من أستاذ متوسط، أمر بديهي..(هكذا ردت فاطمة سيلي، فيما علق أحدهم: (إذا اعتبرنا أن قطاع الطب مثلا اعلى نسبة فيه هي النساء وهو يعتبر من اكثر القطاعات ارتفاعا في الاجور في الجزائر ضف إلى ذلك قطاع التعليم الذي يكاد يحتكر من النساء، (ولكن لا نغفل ايضا ان عندما البنات يكونو يقراو والذكور يتمسخرو وكامل يقولك الكاسكيطة خير كأنها راح تصح للجميع من بعد كي يكبروا يلقاو البنات طبيبات وهُوما اقل أجر منهم يقولك علاش وكيفاش جرّب ادخل لمدرج سنة أولى طب وستشعر أن الذكور انقرضوا).!!.، القوامة للرجل.. ولكن.. وقامت أخبار اليوم بجس نبض عدد من المواطنين لمعرفة رأيهم في الموضوع، حيث أبدى البعض استياءهم من هذه الظاهرة وطالبوا بالأولوية للرجال في العمل وزيادة الأجر لكون الرجال قوامون على النساء، والرجل هو المسؤول عن السعي من اجل توفير المال لبناء بيت او الزواج، او على الاقل المساواة بينهما على -حد قول- اسامة موظف ببلدية نحن الرجال نطالب بالمساواة ، في حين يرى آخرون انه أمر عادي وليس مفاجئا، ف كل شخص يتقاضى راتبا حسب مستواه ، مثلما صرّح به محيي الدين وهو طالب جامعي: شيء عادي.. كل يأخذ أجره على حسب عمله . من جهة أخرى عبرت سماح ، وهي أستاذة لغة ألمانية بإحدى الثانويات عن اعتقادها أن نتائج الدراسة المذكورة عادية، كون اليد العاملة نسوية أكثر منها رجالية وبالتالي يكون مدخول النساء أعلى من الرجال . في حين ترى شيماء ، وهي طالبة بالمدرسة العليا للأساتذة انه ليس من العدل أن تتقاضى المرأة راتبا أكثر من الرجل على الرغم من أنها عاملة مستقبلا، وأجمعت أغلب الآراء وحتى النسوية منها على ضرورة تمكين الرجل من راتب محترم لا يقل عن المرأة، لأن القوامة للرجل الذي يُجبره الشرع على القيام بالإنفاق على أسرته..