لا تفصلنا سوى أيام معدودة عن الثامن من مارس الذي تحتفل فيه الجزائر بالعيد العالمي للمرأة، في هذا اليوم ينتظر الجنس اللطيف علامات الاهتمام واللطف، الهدايا والأزهار، هكذا هو التقليد، حيث يخلد العالم عيد المرأة اعترافا بدورها الجوهري في المجتمع ومكانتها المتميزة في الحياة البشرية، ويشكل هذا اليوم محطة إعلامية لتجديد التوقف عند وضعية المرأة ببلادنا بين المكتسبات والانتظارات. الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة رغم أن بعض الباحثين يرجحون أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولاياتالمتحدة. وبهذه المناسبة الموافقة ل 8مارس من كل سنة أعدت وزارة التضامن الوطني والأسرة و قضايا المرأة بالتنسيق مع القطاعات الوزارية المعنية برنامجا احتفاليا وطنيا ثريا ومتنوعا يمتد على مدى شهر كامل ابتداء من الفاتح مارس 2015، يتضمن هذا البرنامج سلسلة من النشاطات تتمثل في إلقاء محاضرات متبوعة بنقاش، عروض أفلام، تنظيم معارض، عروض أزياء، خطب مسجدية، لقاءات برلمانية، حفلات تكريمية، حملات تحسيسية حول صحة المرأة وتنظيم ملتقى تقييمي للمكاسب المحققة بعد عشرين سنة عن اعتماد مناهج ومخطط عمل حول المرأة. من جهة أخرى تعرف قاعات المحاضرات والفنادق وصالات العروض احتفالات ومهرجانات إلى ساعات متأخرة من الليل في الجزائر، تكريمات لنساء أعطت الكثير للوطن، صالونات دولية بقصر المعارض الصنوبر البحري وصالون آخر للمرأة بقصر الثقافة مفدي زكريا وعلى مستوى أغلب الولايات. حيث سيشهد يوم 8 مارس بقصر المعارض الصنوبر البحري إقبالا معتبرا من طرف الجزائريات من كل الأعمار للاطلاع على الجديد في كل الميادين التي تهم المرأة مهما كان مستواها الثقافي وموقعها الاجتماعي، وسيتخلل الصالون الكثير من النشاطات التي تصب في عالم المرأة والأسرة من محاضرات ونقاشات، عروض أزياء ومسابقات في الطبخ تنظمها مؤسسات جزائرية مختصة في صنع العجائن والأجبان، وستشارك في هذا الصالون العديد من المؤسسات التي ذاع صيت ماركاتها العالمية في عالم التجميل والموضة والتي تستهوي الجزائريات كثيرا لتعرض عليهن كل المستحضرات مع تجريبها عليهن بالمجان وتقديم نصائح وإرشادات حول طرق استخدامها حسب نوع البشرة ولونها. في حين تفضل الشريحة الأكبر من النساء الخروج رفقة مجموعة من الصديقات للتغيير وإضفاء جو يليق بالثامن مارس كل الاهتمامات فيه نسائية، وحتى المعروضات والنشاطات متوجهة لجمهور النساء، كما صرحت أغلب من تحدثت معهن (أخبار اليوم) أنهن يفضلن الخروج رفقة زميلات في العمل وصديقات ليستغلن هذا اليوم في التبضع وتناول الغذاء ولا يسمحن لأزواجن أو أصدقائن بمرافقتن لأن الجو في مثل هذا اليوم نسوي 100 بالمائة. كما سينتظم معرض وطني للمرأة الحرفية من 8 إلى 13 من الشهر الجاري بدار الثقافة عبد القادر علولة لتلمسان، تحت شعار (المرأة الحرفية: دعامة أساسية للتنمية المحلية) وستعرف هذه التظاهرة المنظمة من طرف غرفة الحرف ودار الثقافة لتلمسان مشاركة حوالي50 حرفية من 20 ولاية حسب مدير غرفة الحرف للولاية جيلالي حميطوش. وسيخص المعرض 14 نشاطا حرفيا على غرار صناعة السروج والزي التقليدي والمنتجات النحاسية والحلي التقليدية والخزف والطرز، كما تم برمجت ورشات من تنشيط حرفيات فضلا عن يوم دراسي حول دور المرأة في المجتمع ومساهمتها في التنمية الاقتصادية بهدف تثمين مهارات المرأة الحرفية الجزائرية وأهميتها ومشاركتها في الاقتصاد العائلي والوطني عموما حيث سيسمح هذا المعرض بأن تصبح قطبا حقيقيا لتنمية الصناعة التقليدية في الجزائر بالنظر إلى العدد الكبير للحرفيات ونوعية وكمية المنتجات الحرفية التي تنجزها أيادٍ ماهرة.