الشخير عامل مزعج ، فزهاء 40 من البالغين فوق الخمسين يشخرون بانتظام وهو يصيب الرجال أكثر من النساء لكن يتساوى الجنسان عند بلوغ المرأة سن اليأس، ويمكن أن يصيب الأطفال أيضا. والشخير له نتائج اجتماعية مهمة خصوصا في العلاقات الزوجية ومع المحيط، وغالبا ما يحدث نتيجة ضيق في قطر الحنجرة، ويصحبه أحيانا توقف كلي عن التنفس لمدة معينة عدة مرات في الساعة وهو ما يعبر عنه بانقطاع التنفس أثناء النوم، حيث يتخلص منه الشخص فقط باستيقاظ فجائي يستطيع بعده التنفس بطريقة عادية، وينتج عنه صوت عالٍ ومزعج جدا. ويرجع الصوت المصاحب للشخير إلى مرور الهواء في المسالك التنفسية الضيقة على مستوى البلعوم، حيث ينتج عن اهتزاز الغَلْصمة وأغشية البلعوم تحت تأثير صبيب الهواء، ويحدث هذا أيضا عندما يكون الأنف مخنوقا ونتنفس عبر الفم. فأثناء النوم تسترخي الغلصمة واللهاة واللسان، فتحبس عند بعض الأشخاص مجرى التنفس وتعرقل مرور الهواء الذي يمر بصعوبة عبر القصبة الهوائية ويؤدي إلى اهتزاز الغلصمة واللهاة، وينتج عن هذا الاهتزاز صوت الشخير المعروف. بعض الأشخاص يشخرون فقط في بعض الحالات مثل الاحتقان الأنفي أو عند انحراف وترة الأنف كذلك أو شرب مشروبات كحولية قبل النوم، فهذه الأمور تتسبب في الشخير أو تزيد في حدته. فالشخير من الأعراض العادية والمنتشرة لكنه يمكن أن يكون خطيرا على المدى البعيد خصوصا عندما ينتج عنه مشكل انقطاع التنفس أثناء النوم، والذي يصيب زهاء 5 من الناس ويحدث عندما تحجز بعض الأعضاء مرور الهواء للرئة لمدة عشر ثوان تقريبا تتميز بالصمت، فيمنع الشخص من الدخول في النوم العميق لأنه يختنق ويستيقظ عدة مرات في الليل دون أن يحس، وتحدث هذه المشاكل في التهوية على المدى البعيد، مشاكل كالتعب المستمر ونقص في الانتباه والرغبة الشديدة في النوم أثناء النهار عند السياقة أو القراءة وفي الاجتماعات وأثناء التفرج على التلفاز، ويمكن أن تكون له نتائج وخيمة على مستوى القلب والشرايين والضغط الدموي وقد يصل الأمر إلى حدوث الجلطة، ولذلك يجب استشارة الطبيب المختص عند تطور الوضع. فانقطاع النفس أثناء النوم لا يعرف نفس العلاجات التي تؤثر في الشخير العادي لذلك يجب أولا الكشف عنه قبل البحث عن دواء للشخير، وبالنسبة للطفل فإن الشخير المستمر غير مطمئن وغير عادي ويتطلب زيارة الطبيب، وقد ينتج عن كبر في اللوزتين. وقد أبانت دراسات أن آلام الرأس قد تنتج عن الشخير لكن يحتاج هذا إلى مزيد من البحث، فمن الممكن أن يكون ألم الرأس هو الذي يسبب الشخير وليس العكس. تتطور الأبحاث حول الشخير بشكل كبير، لذلك يجب استشارة الطبيب على أي حال، وقد توصل الباحثون لعدة حلول منها إجراءات تنظيم التغذية ويمكن لوحدها أن تختزل المشكلة بشكل كبير، كما يجب تفادي ما الوزن الزائد والتخلي عن التدخين الذي يسبب التهابا في مخاطات الأنف والحنجرة اجتناب الخمر والكحول لأنه يرخي عضلات الحنجرة أثناء النوم، تجنب تناول منومات أو مهدئات لأنها أيضا ترخي عضلات الحنجرة أثناء النوم، ومن الحلول المطروحة هناك شبه لقاح ضد الشخير ! حيث قام باحثون أمريكيون بحقن مادة في عمق الحنجرة تحطم بعض خلايا الغلصمة وتنقص بذلك من حجمها، جربت على 27 مريضا ونقصت نسبيا من صوت الشخير لكن هذا المشكل يعود بعد سنة عند ربع المرضى مما يتطلب تكرار العملية سنويا، وهذا يشبه أغلب اللقاحات.