تضاربت الانباء بشأن تعرض موكب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لمحاولة اغتيال في همدان غربي البلاد، وذلك بعد ايام قليلة من اتهامه اسرائيل بالتدبير لاغتياله. ونقلت قناة "العالم" الايرانية عن مصدر رئاسي"اصوات الانفجارات التي سمعت كانت نتيجة المفرقعات التي اطلقت من قبل المواطنين ترحيبا بقدوم نجاد الى مدينتهم" نافية في الوقت نفسه سقوط اي شخص جراء هذا المفرقعات. وعلى الجانب الآخر، قال موقع "خبر أون لاين" الايراني غير الرسمي ان قنبلة انفجرت اثناء مرور موكب نجاد في مطار همدان في طريقه الى ستاد القدس لالقاء خطاب رسمي، مما ادى الى سقوط عدد من الجرحى في المطار. وظهر الرئيس نجاد امام الجماهير وهو ما أكد عدم تعرضه لاي اذى، فيما اعلنت السلطات اعتقال الشخص المنفذ للعملية ولكن بعد القائه القنبلة التى ادت الى وقوع عدد من الجرحى. وفي كلمته التي القاها في همدان، جدد الرئيس نجاد استعداده مرة اخرى لاجراء مناظرة مع نظيره الامريكي باراك اوباما في الاممالمتحدة امام مرأى شعوب العالم، قائلا "لنجري مناظرة تلفزيونية لاظهار من لديه الحلول الافضل لمشاكل العالم". وكان البيت الابيض أعلن في وقت سابق الثلاثاء، رفضه للدعوة التي اطلقها الرئيس احمدي نجاد لاجراء مناظرة مع نظيره الامريكي باراك اوباما في مقر الاممالمتحدة بنيويورك. وحول برنامج ايران النووي، شددد الرئيس الايراني على ان بلاده تدعو للحوار على أساس العدالة والاحترام المتبادل، مؤكدا ان العقوبات الدولية التي تفرض على بلاده "لن تترك ادنى تاثير بل ستساهم في الاسراع في مسيرة التطور وتحقيق الاكتفاء الذاتي في ايران كما حصل سابقا". وأكد بان "الشعب الايراني لن يرضخ للضغوط وليس بحاجة الى البضائع الامريكية والغربية"، مشيراً الى ان اعداء ايران يجهِّزون انفسهم لحرب ضدها في ما يتعلق ببرنامجها النووي السلمي. وقال احمدي نجاد: اوباما يريد نقل الجنود الامريكيين من العراق الى افغانستان ناسيا شعار التغيير الذي اطلقه. وتساءل عن اسباب عدم وفاء اوباما بوعده في سحب كامل قواته من العراق، وذلك خلال شعار التغيير الذي طرحه في حملاته الانتخابية. واكد ان المحتلين السابقين لم يغيروا سياساتهم واليوم يطلقون شعارات حقوق الانسان والحرية. وكان الرئيس نجاد اتهم قبل ايام اسرائيل بمحاولة اغتياله، قائلاً "الصهاينة الحمقى جندوا أشخاصاً لاغتيالي. ماذا حدث بعدما اغتلتم كثيراً من أبناء الشعب الايراني؟ ان كل فرد من الشعب الايراني هو بطل ومقاتل شجاع". وسبق ان اعلنت السلطات الايرانية ان نجاد تعرض لمحاولة اغتيال اثناء قيامه بزيارة تاريخية للعراق في مارس 2008، حيث كان من المتوقع ان يتم خطفه ثم اغتياله، الا ان تغييراً في برنامج الرئيس افشل المؤامرة. واعلنت ايضا انه تعرض لمحاولة اغتيال في مؤتمر منظمة الاممالمتحدة للزراعة والاغذية "الفاو" في 2008 والذي كان منعقدا في ايطاليا. ويأتي الهجوم بعد اقل من اسبوعين من وقوع تفجيرين انتحاريين استهدفا مسجدا للشيعة جنوب شرق إيران، مما اسفر عن مقتل 28 شخصا واكثر من 169 جريحا بينهم عناصر من الحرس الثوري الايراني. وتبنت جماعة "جند الله" السنية الايرانية الهجومين، مؤكدة انهما ردا على إعدام زعيمها عبد الملك ريجي في العشرين من جوان"، متوعدة بالمزيد من الهجمات. وأضافت الجماعة في بيان "التفجيرات نفذها اثنان من اقارب ريجي وهما عبد الباسط ريجي ومحمد ريجي واستهدفت تجمعا لافراد الحرس الثوري في زاهدان". وكانت جماعة "جند الله" قد توعدت بالانتقام القاسي بعد اعلان طهران إعدام زعيمها عبد الملك ريجي بتهمة المحاربة والافساد في الأرض. وجماعة جند الله هي جماعة مسلحة تقول إنها تحارب من أجل حقوق الاقلية السنية في ايران التي يغلب الشيعة على سكانها. وتكافح إيران توترا عرقيا ودينيا في إقليم سيستان وبلوخستان في جنوب شرق البلاد حيث ترد السلطات على هجمات يشنها السنة بتنفيذ سلسلة من الإعدامات شنقاً، وتندد جماعات حقوق الإنسان والغرب بالاعدامات. وتقول إيران ان الجماعة السنية تربطها صلات بجماعات إسلامية سنية مثل القاعدة واتهمت في السابق باكستان وبريطانيا والولايات المتحدة بدعم جماعة جند الله لزعزعة الاستقرار في جنوب شرق إيران وتنفي الدول الثلاث هذا الاتهام.