ويكيليكس: الإسلام ينتشر بسرعة في فرنسا رغم التضييق المسلط عليه فجّر اليمين المتطرف في فرنسا أزمة جديدة مع المهاجرين العرب والمسلمين، عندما وصفت ابنة جون ماري لوبان، زعيم الجبهة الوطنية، صلاة المسلمين في الشوارع بسبب اكتظاظ المساجد ب"الاحتلال النازي"، وهي التصريحات التي خلفّت استنكارا واسعا وسط الجالية المسلمة والطبقة السياسية في فرنسا. * وقالت مارين لوبان، نائبة رئيس الجبهة الوطنية أمام حشد من أنصارها بمدينة ليون، وسط شرق فرنسا، معلقة على الظاهرة "إنه احتلال لأجزاء من الأراضي، لأحياء تطبق فيها الشريعة، إنه احتلال، بالتأكيد ليست هناك مدرعات ولا جنود، لكنه احتلال بحد ذاته، وهو يلقي بثقله على السكان"، في تطور لافت يكشف مدى توظيف السياسيين الفرنسيين لعدائهم ضد المهاجرين، لأغراض انتخابية. وخلفت هذه التصريحات استنكارا وسط المهاجرين والطبقة السياسية في فرنسا، الذين اعتبروا ما صدر عن ابنة كبير متطرفي اليمين، خيانة لأرواح ودماء العرب والمسلمين والأفارقة، الذين حاربوا تحت راية العلم الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وضد الاحتلال النازي على وجه الخصوص. * وقالت مارتين أوبري، الأمينة العامة الأولى للحزب الاشتراكي "أنا جد مصدومة من هذه التصريحات"، وأضافت أوبري موجهة كلامها لمارين لوبان:"أنا لست متأكدة مما إذا كانت تدرك أن تصريحاتها موجهة لأبناء وأحفاد أولئك الذين حرروا مرسيليا، وهم على وجه التحديد، الجزائريين الذين ماتوا من أجل حياة بلدنا فرنسا ". * أما الهجوم الأكثر قسوة، فصدر عن الناطق باسم الحزب الاشتراكي، بنوا هامون، الذي علق على تصريحات مارين لوبان بالقول "هذا هو الوجه الحقيقي لليمين المتطرف في فرنسا الذي لم يتغيّر أبدا، ومارين لوبن هي اليوم بنفس خطورة والدها جون ماري لوبن". من جهته، أعرب الأمين العام لحزب الرئيس ساركوزي جان فرانسوا كوبيه، عن استنكاره لهذه التصريحات، وقال "مارين لوبن، إنها والدها! يجب وقف الكذب على الذات، إنها نفس شخصية والدها تماما" ولديها "التقنيات نفسها" و"الخلط نفسه" و"التصريحات نفسها". * وموازاة مع حملة التضييق المسلطة على المهاجرين والمسلمين بفرنسا، كشفت برقيات دبلوماسية صادرة عن السفارة الأمريكية في باريس، أن انتشار الإسلام في فرنسا يشهد تطورا معتبرا في مختلف الفئات الاجتماعية بفرنسا، بما فيها سلك ضباط الجيش، بحسب ما أوردته يومية لوموند.