قصف الشيخ علي عيّة، شيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن والذكر وعضو مجلس العلمي وأمين مجلس (اقرأ) بورفلة، وزير الشؤون الدينية محمد عيسى بالثقيل، مستظهرا وثيقة تثبت تعيينه الرسمي إماما بالمسجد الكبير في العاصمة، عكس ما صرّح به عيسى هذا الأسبوع ومعلنا عن قراره غير المسبوق بالاعتصام احتجاجا على (حفرة) الوزير، حاملا (كفنا) تعبيرا منه عن شعوره بالغبن الشديد. اِلتقت (أخبار اليوم) أمس الشيخ علي عيّة، إمام وخطيب المسجد الكبير بالجزائر العاصمة، فبدا لنا في غاية التأثر بسبب الخرجة الأخيرة لوزير القطاع محمد عيسى وأطلعنا على رسالة وجهها يوم الثلاثاء إلى مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر يطلب منه فيها السماح له بإجراء خطبة وصلاة الجمعة يوم غد في الجامع الكبير، وذلك بعد أن نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى في تصريحات للعديد من وسائل الإعلام الوطنية أن يكون قد أصدر أي قرار يمنع فيه الشيخ من إلقاء الخطب أو ممارسة أي ضغوطات عليه. وقد جاء في الرسالة التي وجهها الشيخ للمدير، والتي تحوز (أخبار اليوم) على نسخة منها، أن محمد عيسى يريد استفزازه من خلال سياسة التهميش والظلم منذ أن تولى المنصب الوزاري، وذلك بعد أن اختلف الطرفان حول أمور فقهية تخص صندوق الزكاة، وهو ما جعل الشيخ غير قادر على أداء واجبه المهني وسط جو مشحون وعراقيل تمنعه من أداء مهامه كإمام بالمسجد الكبير بناء على قرار تعيين أصدر في حقه بتعليمة وزارية سنة 2013، والتي تحوز (أخبار اليوم) على نسخة منها. ليس هذا فحسب، فقد وافقت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر على أن يشغل الشيخ عيّة منصب إمام أستاذ رئيسي، وأن ملفه المهني وراتبه سيبقى يتقاضاه من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ورفلة حتى لا يضيّع الشيخ 20 سنة من الخبرة المهنية التي قدمها في ولاية ورفلة. بالإضافة إلى هذا فإن الشيخ أبدى انزعاجه من عدم السماح له بالتعبير عن انشغالاته والمطالبة بحقوقه المشروعة والسماح له بممارسة صلاحياته كإمام أستاذ رئيسي معيّن بقرار رسمي، كما طلب من مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر أن يترك لهم حق اختيار الإمام الذي يريدونه في خطب الأعياد والمحافل الوطنية حتى لا يحدث مشكل، لكن المديرية أبت لأن وزير القطاع همش الشيخ ومنعه من تأدية واجباته. وانطلاقا من شعوره بالتعرض ل (الحفرة)، قرر الشيخ علي عيّة الخروج في اعتصام فردي أمام وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كما أنه سيقوم بشراء كفن له ويضعه أمامه خلال الاعتصام لأنه يريد أن يتوفى شهيد رسالة الإمامة، وسيتم سرد باقي تفاصيل القضية في حوار مع الشيخ خلال الأسبوع القادم.