وجّه بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، انتقادات لاذعة للمغرب بسبب استعماله القوة ضد الشعب الصحراوي وعدم احترام حكومة محمد السادس لآليات الأممالمتحدة في مجال احترام حقوق الإنسان، وفي هذا الإطار دعا بان كي مون طرفي النزاع في الصحراء الغربية إلى (مضاعفة الجهود للتفاوض على حل سياسي) يكفل للشعب الصحراوي حق تقرير المصير، وذلك بعد أسابيع من جولة قام بها موفده إلى المنطقة. في الوقت التي لازالت فيه قضية الصحراء الغربية محل مفاوضات انتقد بان كي مون استعمال المخزن أساليب قمعية ضد الشعب الصحراوي، وجاء في تقرير بان كي مون: (أكرر دعوتي إلى الأطراف مضاعفة الجهود من أجل التفاوض على حل سياسي يكون مقبولا من الطرفين ويؤدي إلى تقرير مصير الشعب في الصحراء الغربية). أقر الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير صدر أمس بعد انعقاد اجتماع (كرانس مونتانا) بعدم (تحقيق تقدم) في المحادثات بين الطرفين (المغرب والصحراء الغربية)، داعيا إياهما في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الدولي تمهيدا للتجديد السنوي لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية إلى الحوار الجدي والتفاوض من أجل حل سياسي مقبول من قِبل الطرفين، لافتا إلى أنه (لا شيء يبرر البقاء على الوضع القائم بعد 40 عاما من النزاع). وخلال تقريره أضاف بان كي مون أنه (من المبكر جدا القول إذا ما كانت المقاربة الجديدة التي اختارها روس)، والتي تقوم على اتصالات ثنائية وزيارات مكوكية دبلوماسية، لكن دون محادثات مباشرة (ستؤتي ثمارها)، وأوضح أنه (بعد 40 عاما من بدء هذا النزاع لا شيء يبرر البقاء على الوضع القائم). وفي هذا الإطار، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن (الحرمان المتزايد في صفوف الصحراويين وتمدد الشبكات الإجرامية والمتطرفة في منطقة الساحل-الصحراء تمثل مخاطر متزايدة على استقرار وأمن المنطقة)، مؤكدا على أن تسوية في الصحراء الغربية (ستؤدي إلى تقليص هذه المخاطر). وكرر التقريرذاته الدعوات إلى (تحسين التعاون) في مجال حقوق الإنسان، خصوصا من خلال تسهيل زيارات خبراء الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية، مشيدا ب (الإجراءات الإيجابية التي اتخذها المغرب)، خصوصا تبني مدونة للقضاء العسكري والانضمام إلى البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب، مع العلم أن بعثة الأممالمتحدة ستنهي مهمتها في 30 أفريل الجاري، وذلك منذ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 1991.