فوجئ أبناء مدينة قسنطينة أمس باختفاء مفاجئ لتمثال العلاّمة الشيخ عبد الحميد ابن باديس (في صمت) في أعقاب الضجّة الكبيرة التي أثارها، لا سيّما بعد تعرّضه لإساءات من قِبل مراهقين وسفهاء لم يحترموا التاريخ الكبير للشيخ الجليل، مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. في غياب أيّ بيان رسمي أو تأكيدات من السلطات المحلّية حول مصير (الصنم)، قالت مصادر ل (أخبار اليوم) إن تمثال ابن باديس الذي أثار لغطا كبيرا قد يكون تمّ نقله إلى متحف حرصا على (حمايته من الإساءات)، فيما رجّحت مصادر أخرى فرضية استجابة السلطات لنداء عائلة الشيخ ابن باديس ومحبّيه الذين طالبوا بسحبه نهائيا. للإشارة، فإنه في ذكرى يوم انتقاله إلى الرفيق الأعلى، تعرّض الشيخ عبد الحميد ابن باديس، مؤسس جمعية العلماء المسلمين، لإهانة مزدوجة، حيث تمّ (تكريمه) بتمثال يعدّ إهانة حقيقية له، وهو الذي عبّر مسبقا عن رفضه لأن توضع التماثيل لأيّ شخص، أيا كانت صفته. ولم يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، حيث كان التمثال لا يشبهه، وبدا أنه عمل من أعمال الهواة، والمؤلم كثيرا أن بعض السفهاء استغلّوا التمثال الذي أقيم بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لإهانة شيخ جمعية العلماء الأوّل حين وضعوا على شفتي تمثال الشيخ سيجارة، وسط تهاون مصالح وزارة الثقافة في حماية (التمثال المهين) لأبرز العلماء الجزائريين. وقالت مصادر مقرّبة من عائلة الشيخ العلاّمة ابن باديس إن (فوزية ابن باديس) تكون قد راسلت السلطات المعنية من أجل نزع تمثال الشيخ ابن باديس الذي يتوسّط مدينة قسنطينة بعد أيّام فقط من نهاية الأشغال فيه، وحتى قبل أن يتعرّض للإهانة من قِبل بعض السفهاء. وحسب المصادر نفسها فإن عائلة شيخ جمعية علماء الجزائر الأوّل تؤكّد أن السبب من وراء المطالبة بنزع (الصنم) يعود إلى كون الشيخ ابن باديس رحمه اللّه كان قد حارب في حياته وكتاباته هذا النّوع من (الخرافات)، مقتديا بالرسول الكريم (محمد) صلّى اللّه عليه وسلّم حين قام بإنهاء تواجد كلّ التماثيل بعد فتح مكّة ودخول الكعبة. وليست عائلة الشيخ ابن باديس الجهة الوحيدة التي تطالب بنزع (الصنم)، حيث انضمّ إليها جزائريون كثيرون، لا سيّما بعد الإهانات التي تعرّض لها.