مدير الثقافة في قسنطينة ل"البلاد": لا أعلم شيئا.. مررت في الصباح ولم أجده أقدمت السلطات المحلية في قسنطينة اليوم، على سحب التمثال المثير للجدل الذي يجسد شخصية العلامة عبد الحميد بن باديس، وتفاجأ المارون من أمام قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة" بمكان نصب التمثال فارغا. وأوضح مدير الثقافة بالولاية جمال فوغالي في تصريحات مقتضبة ل"البلاد"، إنه لا علم له بالأمر، مكتفيا بالقول "حين مررت في الصباح من هناك لم أجد التمثال"، في حين علقت مصادر مختلفة على الأمر بأن هناك أخبار تقول إنه تم تحويله إلى مكان لائق"، غير أن هذا الأمر يبقى مستبعدا، حين أن التمثال أزيد فعلا وبصفة نهائية وفق مصادر أخرى، ذلك أن السلطات المحلية في مدينة "الجسور المعلقة" تكون تلقت أمرا من جهات عليا في الدولة بإزالة التمثال فورا، بعد استنجاد عائلة العلامة بن باديس بالسلطات العليا في البلاد بالنظر إلى حجم الإساءة التي طالت مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، من حيث "التمثال الفضيحة" الذي لا يشبهه ولا يجسده فعليا، بالإضافة إلى التصرفات الصبيانية التي لاقاها التمثال بعد إقدام مراهقين على وضع سيجارة في فم التمثال والتقاط صور أمامه انتشرت لاحقا على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مخلفة استياء كبيرا. وقبل ذلك، انتقدت نجلة أخ الإمام العلامة الراحل عبد الحميد ابن باديس، التمثال الذي نصب للشيخ بوسط قسنطينة، وقالت إنه لا يعكس على الإطلاق شخصيته الحقيقية، فيما تحول محيط التمثال إلى مسرح للفوضى والأفعال المشينة التي طالته. وقالت فوزية ابن باديس في تصريحات للصحافة على هامش الاحتفال بيوم العلم بجامعة الأمير عبد القادر، إنها احتجت على التمثال لدى السلطات المعنية بالأمر وطالبت بإزالته، نظرا لعدم مطابقته للشخصية الحقيقية للشيخ، ليس فقط من حيث الشكل وإنما من حيث الأحاسيس والمعنى الذي ينبعث منه، إذ أنه صور الشيخ على أنه شخص طاعن في السن ومنهك، بينما كانت حقيقته عكس ذلك على الإطلاق، فهو عاش متماسكا وحيويا إلى غاية وفاته في الخمسينيات. وأشارت المتحدثة إلى أن التمثال لم ينقص من قيمته كعالم وشخصية إصلاحية باعتبارها مجرد صورة فقط، ولكن كان لابد أن يكون مطابقا لحقيقة ابن باديس.