نصائح من الكتاب والسنة هكذا تتجنب الغضب في عصر الفتن في عصرنا هذا قد نتعرض لكثير من نوبات الغضب نظراً للظروف التي تحدث في بلادنا العربية وأيضاً بسبب انشغالنا الزائد بأمور الدنيا وابتعادنا عن الدين، ولا نستطيع أن نتحكم في الغضب ويؤدي ذلك إلى الوقوع في الأزمات والمشاكل. فالغضب هو نزعة من نزعات الشيطان طبقا لما جاء بموقع المرسال فقد يفرح الشيطان عندما نغضب لأن الغضب سيؤدي إلى الوقوع بنا في السيئات والمصائب، فالغضب شعلة من شعل الجنون فبداية الجنون هو الغضب، والغضب عند (القرطبي) يعني الشدة وتعني أيضا الانفعال وتدفق الدم في العروق يؤدي إلى تصلب الوجه، ويعتبر الغضب من المشاعر السلبية التي تصيب الإنسان عند شعوره بعدم الرضا من أمر ما أو عند الانزعاج وقد يؤدي إلى الوقوع في الجريمة ويؤدي بالإنسان بأشياء غير متوقعه قد يندم عليها بعد ذلك. نصائح من الكتاب والسنة لتجنب الغضب: 1- الاستعاذة بالله من الشيطان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله، سكن غضبه). وعن سليمان بن صرد قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد).. رواه البخاري. 2- السكون ومحاولة التزام الهدوء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) فيجب أن نهدأ ونغير المكان الذي نجلس فيه عندما تواجهنا مشكلة تؤدي بنا إلى الوقع في الخطأ. وراوي هذا الحديث أبو ذر رضي الله عنه، حدثت له في ذلك قصة: فقد كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقال: أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه ؟ فقال رجل أنا فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه أي كسره أو حطمه والمراد أن أبا ذر كان يتوقع من الرجل المساعدة في سقي الإبل من الحوض فإذا بالرجل يسيء ويتسبب في هدم الحوض. 3- السكوت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت).. رواه الإمام (أحمد المسند) فلسكوت أنسب شيء للتخلص من الغضب ونتجنب قول أشياء نشعر بالندم عليه بعد ذلك. 4- وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل جاء إليه: عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب. فردد ذلك مرارا، قال لا تغضب).. (رواه البخاري) كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينصحه ليجنبه الوقوع في الخطأ فإن أول طريق للوقع في الخطأ هو الغضب. وفي رواية قال الرجل: ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم، (ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله).. (مسند أحمد). 5- أن تذكر ثواب التحكم بالغضب وأجره العظيم في قوله صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ماشاء).. (رواه أبو داود). 6- الرتبة العالية لمن يملك نفسه عند الوقوع في الخطأ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).. (رواه أحمد). 7- طبيعة الإنسان جبر على الخطأ: فلا بد من الإنسان أن يتحكم في نفسه ويكظم غيظه في قوله سبحانه وتعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ...}. 8- قول لقمان الحكيم لابنه (يا بني لا تصادق أحداً حتى تغضبه): فالغضب يظهر الإنسان على حقيقته ويبين نواياه فقد نصح لقمان الحكيم ابنه في اختيار أي صديق له بالغضب وهل يستحق أن يكون صديق له أم أنه ليس جدير بالصداقة. 9- العفو والتسامح مع من أغضبني: وتذكر دائما منزلة العافين عن الناس فالله سبحانه وتعالى ينادي يوم القيامة ويقول: أين من لهم أجر على الله ويتساءل الملائكة بينهم من هم فيقول سبحانه وتعالى: العافين عن الناس. النتائج المترتبة على الغضب: 1- قد يؤدي بنا الغضب إلى الوقوع في الجريمة فهو بداية الجريمة كجريمة القتل وجريمة الطلاق تأتي بمجرد كلمة. 2- ارتفاع ضغط الدم من أسبابه الرئيسية الشعور بالغضب. 3- الإصابة بمرض السكر. 4- يتسبب الغضب بإجهاد القلب فعند الغضب تزداد كمية الدم التي يضخها القلب نتيجة للانفعال الشديد. 5- قد يؤدي بنا الغضب إلى مفارقة أقرب الناس إلينا إذا لم نتحكم فيه.