مع اقتراب فصل الصيف تبدأ حرارة الجو بالارتفاع تدريجيا وتشتد الحرارة، ويشرع الناس بالاستمتاع بالجو الحار والتنزه والقيام بالأنشطة المختلفة في الهواء الطلق، متجاهلين آثار التعرض للشمس الساطعة لفترات طويلة..، مما يعرضهم لمخاطر صحية مختلفة. وسنتطرق هنا إلى أهم هذه المخاطر التي يجب أخذها بعين الاعتبار: - الجفاف: نعني بالجفاف فقدان جسم الإنسان الماء بالإضافة إلى الأملاح الموجودة في دم الإنسان مثل البوتاسيوم والصوديوم المهمة لأداء وظائف الجسم مثل الكليتين والدماغ والقلب. والجفاف من أكثر المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الفرد خلال موجة حر شديدة، إذ تؤدي الإصابة به إلى التشوش والكسل أو النعاس ومشاكل في التنفس واضطراب في معدل دقات القلب. - ضربة الشمس أو التعب الشديد: يفرز جسم الإنسان العرق عندما يشعر بالحر لكي يبرد ويخفض حرارته، إذ عندما يتبخر من جلدنا تحدث عملية التبريد، ولكن من الممكن في أيام الحر الشديد، أو عندما نجهد أنفسنا كثيرا أن يتوقف عمل هذا الجهاز (العرق)، وبالتالي تبدأ درجة حرارة الجسم بالارتفاع ليصل إلى مستويات خطرة. ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى الإصابة بضربة شمس أو حصول التعب الشديد، مما يسبب الصداع والدوار والتشنجات العضلية، وأحيانا قد يهدد هذا الأمر الحياة. وتكمن خطورة ضربة الشمس لأنها تحدث بشكل سريع ودون سابق إنذار إذا لم نلاحظ علامات حدوثها. - حروق الشمس: قد تبدو مقابلة الشمس خلال فصل الصيف شيئا رائعا، ولكنه عامل مهم من عوامل الإضرار بالجلد. فعلينا أن نتذكر أن حروق الشمس ليست مؤلمة فحسب، بل تسرع ظهور علامات الشيخوخة والكبر، وتزيد فرص الإصابة بسرطانات الجلد، بما فيها أخطر أنواعها (الميلانوما9 ولتجنب هذه المخاطر يجب القيام بما يلي: - شرب الكثير من السوائل: في الجو الحار نفقد الكثير من السوائل أكثر من الوضع الاعتيادي، لذا فمن الضروري أن نعوض المفقود. وأفضل طريقة نحافظ من خلالها على كمية السوائل في جسمنا هي شرب الماء، وتعتمد كمية الماء المطلوبة على وزن الفرد، وفي الجو الحار تجب زيادة كمية الماء المستهلكة، ولكن ليس بإفراط لأن الزيادة المفرطة قد تسبب أنواعا أخرى من المشاكل. وقد نظن أن شرب المشروبات الغازية يساعد على تبريد الجسم وتعوض السوائل، ولكن الأمر ليس كذلك؛ إذ لهذه المشروبات سلبيات أكثر على المدى البعيد، وإذا كنتم ممن لا يستسيغون شرب الماء كثيرا فيمكنكم شرب السوائل أخرى مثل العصائر الطبيعية. - تعديل النظام الغذائي: ينصح بالتقليل من تناول الأطعمة الحارة والثقيلة في فصل الصيف، والإكثار من تناول اللبن البارد - الابتعاد عن الشمس في أوقات الذروة، فأفضل مكان هو الظل، وإذا كنتم مضطرين للجلوس تحت الشمس يفضل أن يكون ذلك لفترات قصيرة، وأن تضعوا واقيات الشمس كالقبعات والمراهم إذا شعرتم بالتعب أو الغثيان فيفضل الابتعاد عن أشعة الشمس بأسرع وقت ممكن والجلوس في الظل. - ممارسة التمارين الرياضية باعتدال:لا تمارسوا التمارين الرياضية في الأوقات الحارة، ويفضل أن تمارسوا رياضتكم مثل الركض أو الهرولة في الصباح الباكر أو وقت الغروب. وعند ممارسة الرياضة في الصيف راقبوا حالتكم البدنية بحذر؛ فإذا شعرتم بضيق نفس أو تسارع دقات القلب بشكل غير طبيعي، توقفوا فورا وحاولوا تبريد جسمكم بأخذ حمام بارد، وخذوا قسطا من الراحة إن شعرتم بالدوار أو الدوخة. - الحفاظ على برودة الجسم: ارتداء الملابس الخفيفة والواسعة والقطنية أفضل شيء في الصيف للسماح للعرق بالتبخر. وتذكروا أن ارتداء الملابس الغامقة والثقيلة تمتص الحرارة، ويفضل ارتداء القبعة والنظارات الشمسية لحماية الرأس والعينين من أشعة الشمس. كما ينصح بضرورة تهوية المنازل وفتح نوافذ المنزل طوال النهار والليل ويمكن استخدام المراوح، فهذا مهم لتبريد الجسم وخصوصا في الليل. - الاهتمام بمن هم أكثر عرضة للخطر: أكثر الأشخاص عرضة لآثار الجو الحار والشمس الشديدة هم الأطفال تحت الرابعة من العمر، وكبار السن فوق ال65، وذلك لأن أجسامهم تتكيف ببطء لتغير درجات الحرارة، كذلك البدينون فوق معدل الوزن الطبيعي لأن أجسامهم تحتفظ بالحرارة. إلى جانب المرضى والرضع لعدم اكتمال الغدد العرقية عندهم فمن الضروري الاعتناء بهذه الفئات، وتأمين جميع إجراءات الوقاية لهم.