مليون و700 ألف مشترك.. 50 ألف (شكاية) يوميا* * مهمل: (هذا هو سبب كثرة تعطلات الأنترنت)* بعد أيام قليلة من تصنيف الجزائر كدولة (متخلفة) في مجال الاتصالات، حسب مؤشر الاتصال العالمي لسنة 2015، جاءت أرقام شركة (اتصالات الجزائر) لتؤكد (صدق) هذا التصنيف، حيث أشارت إلى تسجيل مصالحها قرابة 50 ألف (شكاية) يوميا بسبب التعطلات وتدني مستوى الخدمة، وهو رقم (مهول)، خصوصا إذا علمنا بأن عدد المشتركين لا يتجاوز مليون و700 ألف مشترك. لم ينكر الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر أزواو مهمل وجود تعطلات دورية في خدمة الأنترنت بالجزائر، مؤكدا أن تصليح الوضعية مستمر رغم ضغط الطلب المتزايد لخدمة الأنترنت عبر الشبكة الثابتة، خصوصا بعد إطلاق خدمة الجيل الثالث، مضيفا أن السبب الرئيسي هو قدم الشبكة التي هي في الأصل هاتفية وليست لها القدرة لنقل المعطيات بالسعة التي تتطلبها الخدمة. وفي السياق، كشف مهمل أن نسبة التعطلات في جانفي وصلت إلى حوالي 60 ألف شكاية يوميا، وهذا العدد انخفض حاليا إلى47 ألف نتيجة وجود أشغال تجديد الشبكة من الكوابل النحاسية إلى ألياف بصرية ووضع كوابل تتحمل التدفق العالي وتوسيعها عبر التراب الوطني. وأوضح الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر أزواو مهمل في تصريح إذاعي أمس أن مهمة اتصالات الجزائر هي تكثيف وتوسيع شبكة الأنترنت للسماح لأكبر عدد ممكن من المواطنين بأن يتمكنوا من هذه الخدمة نتيجة لضرورتها بالنسبة للمؤسسات وللأشخاص، وأضاف أنه (على المدى المتوسط سنصل إلى ربط كل الأجهزة بالأنترنت، فلنا مشاريع البيت الذكي كالتحكم عن بعد بكاميرا المراقبة ونحن في مرحلة التجربة، وفي الآونة الحالية نحن بصدد التركيز على توسيع وتحسين الشبكة). وأوضح ضيف الأولى أن عدد المشتركين يفوق مليون و700 ألف مشترك، وهي اشتراكات جماعية عكس الاشتراكات النقالة (شخصية) التي تفوق العدد المذكور. وأشار المتحدث ذاته أنه في البداية كان تدفق خدمة (ADSL) من نوع 128 كيلو بيتس في الثانية، واليوم المحتويات متعددة الاستعمالات التي تحتاج إلى تدفق أكبر واليوم عدد الاشتراكات يصل إلى واحد ميغابايت بالنسبة للشريط الدولي العابر. وفي هذا الشأن، قارب عدد المشتركين عام 2010 800 ألف مشترك بالنسبة للأنترنت، أما سعة الشريط الدولي العابر فقد عادلت 35 جيغابايت وفي 2015، فيما قارب عدد المشتركين المليونين والشريط العابر أصبح أكثر من 400 جيغابايت. كما تطرق أزواو مهمل إلى حجم الخسارة التي تعرضت لها اتصالات الجزائر جراء نهب الكوابل النحاسية، ففي السنوات الماضية وصلت كلفة استبدال الكوابل إلى 400 مليون دينار، وقد تم استبدال عدد كبير إلى الألياف البصرية، فسنويا يوضع 10 آلاف كلم وستصل في المدى القريب إلى العمارات والمساكن، وقد طبق هذا المخطط الهندسي في بعض المناطق ومبالغ الاستثمارات ستذهب إلى البنى التحتية في تحسين شبكة الإنترنت. وبخصوص الجيل الرابع التي هي عبارة عن تكنولوجيا جديدة مكملة للشبكة الثابتة، قال ضيف الأولى: (لقد تم إدخالها على مرحلتين، في البداية مست المراكز القاعدية وعدة محطات مقدرة بأكثر من 250 محطة لمصنعين عبر الوطن، وبلغت سعة المرحلة الأولى 100 ألف مشترك، وتم المرور إلى المرحلة الثانية بتركيب عدد غير محدود، وهذه السنة سنصل إلى أكثر من 400 ألف مشترك وإلى يومنا هذا العدد وصل إلى أكثر من 130 ألف). هل تقضي المنافسة على المعضلة؟ أعلنت وزيرة البريد وتكنولوجية الإعلام والاتصال زهرة دردوري مؤخرا عن نية قطاعها إدخال متعامل ثان منافس لاتصالات الجزائر التي تحتكر حاليا خدمات الهاتف الثابت والأنترنت، مشيرة إلى أن المتعامل سيأتي خصيصا لخلق منافسة حقيقية وإيجابية، قبل أن توضح أن المتعامل ذاته سيستطيع تسويق خدمات الهاتف والنقال في وقت واحد. فيما حذرت الوزيرة من عدم تحسين المتعامل التاريخي نوعية خدماته، منوهة بأن ذلك سيجعل حتما الزبائن يفرون منها ويمتنعون عن استغلال خدماتها، مبينة أنه بالرغم من الميزات التي تتمتع بها من منشأت واستثمارات إلا أن اتصالات الجزائر ستخسر أمام السخط الكبير وعدم رضا الزبائن على خدماتها، مشددة في الوقت ذاته على ضرورة إيجاد الحلول لذلك وتشخيص المشاكل الحقيقية ومعالجتها. من جانبه، أكد الرئيس المدير العام للاتصالات الجزائر أزواو مهمل أنه غير متخوف من أي منافسة والمهم في رأيه هو منح نفس التسهيلات ونفس الشروط، مذكرا بأن شركة اتصالات الجزائر عانت كثيرا على حد قوله ولم يكن مسارها عاديا وليس لديها أي قانون خاص متعلق بالمتعاملين ولا قوانين، بل مجرد إدارة عمومية، مما خلق لها مشاكل وعراقيل في الاستثمارات. يذكر أن الجزائر صنفت كدولة (مبتدئة) في مجال الاتصالات، حيث حلت في المرتبة الثالثة والأربعين من أصل 50 دولة في مؤشر الاتصال العالمي لعام 2015، وهو تقرير سنوي حول الالتزام الذي أحرزته الدول في تحسين مستوى الاتصال ومدى التقدم في الاقتصاد الرقمي، ما يؤكد مدى (التخلف الالكتروني) الذي تعيشه بلادنا.