فيما اختار البعض طرق أبواب الرقاة إقبال كبير لطلبة البكالوريا على العيادات النفسية وجد الكثير من الطلبة في هذه الآونة بالذات أنفسهم وهم يطرقون إما أبواب عيادات الأطباء النفسانيين أو أبواب الرقاة وذلك للخروج من حالة القلق والتوتر التي يعانون منها قبل خوض معركة الامتحانات التي بدأ عدها التنازلي وزادت معها وتيرة القلق الذي يعيشه حتى الأولياء بعد أن رأوا أبناءهم وهم يتخبطون في دوامة التفكير والتحضيرات المكثفة خوفا من خوض التجربة لاسيما المقبلين لأول مرة على امتحان البكالوريا. نسيمة خباجة تعرف عيادات الطب النفسي إقبالا كبيرا من طرف المقبلين على خوض امتحان البكالوريا إلى جانب المقبلين على امتحانات مصيرية كامتحان شهادة التعليم المتوسط، لكن البكالوريا هي من أرعبت الطلبة في هذه الأيام وجعلتهم يهبون نحو العيادات النفسية علهم يجدون متنفسا لتوترهم وقلقهم الزائد الذي أعاق الكثيرين عن تحضيرهم العادي للامتحان بسبب شدة الخوف وهاجس الرسوب الذي انتاب البعض حتى قبل إجراء الامتحانات مما جعل الأولياء بوجه عام يعيشون في حالة قلق على أبنائهم. تقربنا من البعض منهم لمعرفة الأجواء المشحونة التي تعيشها الأسر قبل أيام قلائل عن انطلاق الامتحانات الرسمية فأجمعوا أنها أجواء لا يحسدون عليها لاسيما مع تزايد قلق المقبلين على الامتحانات. تقول أم فتاة مقبلة على شهادة البكالوريا إنها رأت القلق الزائد على ابنتها وبكائها من دون سبب الأمر الذي أدخل الفزع في قلبها مما أدى بها إلى المسارعة إلى راق وتعمدت أن يكون راق شرعي خوفا من الوقوع في مغبة الرقاة المزيفين وبالفعل وبعد حصة علاجية واحدة تخفف عنها التوتر وعادت إلى عافيتها وهي الآن تحضر للامتحانات مع خوف عادي ليس على نفس الوتيرة المسجلة في الأول. أما سيدة أخرى فقالت إنها ما أن رأت بعض الأعراض على ابنها المقبل على امتحان البكالوريا لأول مرة كنقص الشهية والعزلة وسرعة القلق فسارعت به إلى عيادة متخصصة في العلاج النفسي خوفا من زيادة أعراضه حتى أنه لم يمانع الأمر، بعد أن شعر هو الآخر بالتحوّلات التي طرأت على طباعه وعلى الرغم من أنه يملك قدرات دراسية لا بأس بها إلا أنه يتخوف كثيرا من الامتحان لكن وما أن خضع إلى بعض حصص التأهيل النفسي حتى استعاد بعض عافيته وهو الآن يحضر تحضيرا عاديا للامتحان مثلما نصحه الطبيب النفسي. ارتأينا الاقتراب أيضا من فئة الممتحنين الذين أبانوا قلقهم من الامتحان لاسيما مع العد التنازلي لاقتراب مواعيد الامتحانات، منهم الطالبة صارة المقبلة على شهادة البكالوريا شعبة آداب قالت إنها لا تخفي تخوفها الدائم على الرغم من التحضيرات المكثفة فهي تشارف على الانتهاء من مراجعة كل الدروس لكن تجد نفسها متوترة دوما فنصحتها صديقتها على زيارة طبيبة نفسانية التي لم تذهب إليها ولو لمرة في حياتها، لكن حان الوقت لذلك وبالفعل وفدت إلى هناك وكسبت مجموعة من النصائح التي لا يستطيع أي أحد تقديمها للممتحن حتى أقرب مقربيه، فهي نصائح مقدمة من طرف أهل الاختصاص، وأضافت أنها وجدت راحة لا مثيل لها في الحصص التي زاولتها عند تلك الطبيبة ونصحت بضرورة زيارة الطبيب النفسي بالنسبة للطلبة الذين يعانون من ضغوطات وقلق زائدين. وتنصح الدكتور (ف. الزهرة) مختصة في علم النفس العيادي الأولياء الذين يرون تغيرات على طباع أبنائهم الممتحنين أن يسارعوا إلى العيادات النفسية لأجل متابعة الممتحن وإخضاعه إلى حصص تؤهله نفسيا إلى خوض تجربة الامتحانات وهي الحالات التي تمر علينا في كل سنة _ تقول- ونعمل جاهدين لإبعاد التوتر عن الممتحنين بإزالة شعور الخوف من عقله، لاسيما وأن الخوف أدى بالكثير من الطلبة إلى الرسوب على الرغم من قدراتهم العلمية وتفوقهم خلال العام الدراسي.