* إقبال كبير على المنشطات في الآونة الأخيرة نسيمة خباجة طرأت ظاهرة جديدة لم نعهدها في السنوات الماضية ألا وهي إقبال الطلبة الممتحنين على أنواع من الحبوب المقوية للذاكرة أو المعروفة بمنشطات الذاكرة، بحيث لفت انتباه الجميع التردد الكبير على الصيدليات للظفر بنوع من أنواع تلك الأدوية وباتت السبيل الوحيد للطلبة لإبعاد الخوف والضغط وتخفيف التوتر. يقصد كثير من الطلبة في هذه الأيام بعض الصيدليات وهم يطلبون النجدة لإنقاذ ذاكرتهم من النسيان وتخزين المعلومات التي يذاكرونها، بحيث هي فترة التحضيرات المكثفة مع العد التنازلي واقتراب الامتحانات المصيرية، ولعل تزايد الضغط على الطلاب أثناء فترة الامتحانات يدفع بعضهم إلى اللجوء لتناول بعض المنشطات أيضا التي يحذر منها هي الأخرى المختصون فالضغوط النفسية الدائمة قبل الامتحانات، تدفع الممتحنين إلى تناول حبوب خاصة للتخلص من التوتر لغاية القضاء على التوتر والضغوطات المستمرة وهي طرق خاطئة اهتدى لها أغلب الطلبة من دون أن ننسى مشروبات الطاقة التي استعملت استعمالا واسعا في فترة خوض امتحانات الرياضة البدنية على الرغم من التحذيرات التي أطلقها المختصون. اقتربنا من بعض الطلبة فوجدناهم على أهبة الاستعداد لتدوين مجموعة من أسماء الأدوية والحبوب التي تقوي الذاكرة وأخرى لدفع الضغط وتحسين المزاج. الآنسة (س) مقبلة على اجتياز البكالوريا قالت إنها بالفعل ستجرب دواء اسمه (مموار بلوس) أو ذاكرة قوية كونها تعاني من مشكل النسيان وضعف ذاكرتها على تخزين المعلومات الأمر الذي يحيرها كثيرا فنصحتها زميلتها باقتناء ذلك الدواء وعددت منافعه وهي تعول على التجريب خاصة وأنها خائفة من تضييع المعلومات والرسوب. طالبة أخرى مقبلة على البكالوريا أيضا قالت إنها لا تفضل تلك الأدوية وتختار كل ما هو طبيعي لإراحة النفس والضمير فهي تفضل شرب الشاي أو حتى القهوة لتعديل المزاج، كما تتناول الشكولاطة بكثرة وتكسب نوعا من النشاط بتلك الطرق الطبيعية، أما الأدوية فلا تلجأ إليها خوفا من انعكاساتها السلبية على الصحة مثلما يؤكده الأطباء في كل مرة. أم طالبة مقبلة على شهادة التعليم المتوسط تقول إن ابنتها هي جد متوترة وهي تخاف عليها كثيرا وتفاجأت بعد أن طلبت منها اقتناء حبوب لتقوية ذاكرتها وضمان النجاح فأبت فعل ذلك خوفا من مضارها الصحية وهي تلجأ دوما إلى تزويدها بالفيتامينات والمقويات الطبيعية من خلال الوجبات، كما تعتمد على بعض الأعشاب كالحلبة والزنجبيل من دون أن تنسى الشاي الذي يلعب دورا هاما في تهدئة الأعصاب. وتشهد مختلف الصيدليات إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ المقبلين على الامتحانات لطلب أدوية ضد القلق وكذلك حبوب تقوية الذاكرة ولا يتوانى أصحاب الصيدليات على البيع والربح من وراء ذلك كما أكده أغلب أولياء الطلبة الذين لا يتوافقون مع أبنائهم في شرب تلك الأدوية التي تحوم حولها العديد من الشكوك ويرون أنه ليس هناك أحسن مما هو من منبع الطبيعة كمختلف الأعشاب والزيوت المساعدة على دفع القلق، بحيث شهدت حتى محلات العطار ة إقبالا منقطع النظير لطلب مختلف الأعشاب الطبيعية المساعدة على الهدوء ودفع التوتر. ويحذر الأطباء وعلماء النفس جميع الطلبة من اللجوء إلى تناول المنشطات للتخلص من الضغط النفسي، وذلك لما لهذه المنشطات من آثار سلبية على المخ والجهاز الهضمي، كما يرى مختصو علم النفس أنه صحيح تلعب هذه المنشطات دورا كبيرا في تحسين قدرة الطالب على التركيز لأنها تطرد النعاس وترفع نسبة الانتباه إلا أنها لا تحسن القدرة على الاستيعاب وحين ينتهي مفعول هذه المنشطات يصاب المرء بحالة انهيار كامل. ويكون الحل الأمثل حسب الأطباء ضرورة تنظيم الوقت واستغلاله وعدم إضاعة الوقت والاعتماد أكثر على التغذية الجيدة والمتوازنة لضمان صحة الطلبة في فترة الامتحانات.