لقد أظهرت بعض التجارب أن المرء منا يفقد 50 بالمائة مما يتعلمه بعد نصف ساعة، و80 بالمائة منه بعد 24 ساعة، لكن لا تيأس أخي الممتحن فهناك وسيلة لتطويع الذاكرة، وهي طريقة المراجعة الدائمة والمنظمة. كيف ذلك؟ سنتعرف على شروط المراجعة الجيدة في النقاط الآتية: 1- ضرورة المراجعة: بعد فهم الدرس وحفظه، هناك احتمالان: الأول: إذا أنت أهملته لمدة من الزمن، فإنه سيكون عرضة للنسيان، فبعد تجارب عدة على الذاكرة، توصل الباحث الألماني ابنغهاوس إلى أن كمية المعلومات المخزنة في الذاكرة تنخفض بشكل سريع بعد 24 ساعة من حفظها، ولا يبقى منها بعد ذلك إلا نسبة قليلة جدا). ما العمل إذن لكي نتجنب النسيان ونضمن رسوخ المعلومات في الذهن؟ إنه الاحتمال الثاني: إذا أنت راجعت الدرس المحفوظ بشكل دائم ومنتظم فإنك ستضمن عدم نسيانه، وسيترسخ في ذاكرتك لمدة طويلة. 2- تنظيم المراجعة: قد لا يمر يوم دون أن تسمع من أساتذتك أو أقاربك: (لا تدع الدروس تتراكم عليك وابدأ الإعداد للامتحان مبكرا!) ولكنك تسأل نفسك: (أين أجد الوقت الكافي للمراجعة وأنا أدرس أكثر من 30 ساعة في الأسبوع، وشلالات الدروس تتلاحق وغالبا ما تتخللها فروض المنزل أو القسم؟)، ومع ذلك هناك حلول، إن الذاكرة البشرية، كما قلنا، يلزمها تكرار المراجعة والتأني فيها كي تتمكن من استيعاب هذا الكم الهائل من المعلومات التي تزخر بها المقررات. ومهما يكن نوع الامتحان الذي تستعد له، فإن أفضل وسيلة لعدم السقوط في فخ التأجيل والتسويف هو وضع برنامج للمراجعات. حاول إذن تخصيص بعض الوقت لوضع هذا البرنامج، متتبعا المراحل التالية: مراحل إعداد برنامج المراجعات نظم وقتك،ابدأ بملاحظة طريقتك المعتادة في استعمال الوقت مدة أسبوع كامل: أوقات استيقاظك، ذهابك إلى المدرسة، مدة الحصص الدراسية، التنقل، الأعمال المنزلية، الأكل، الترفيه، النوم كل شيء! وسجل ذلك في جدول ويمكن استعمال هذا الجدول على النحو التالي: حدد الساعات المخصصة للدراسة في المدرسة بلون أحمر مثلا، حدد- ولو بشكل تقريبي - الساعات المخصصة للأكل والتنقل بلون أخضر، حدد الساعات المخصصة لأداء واجباتك الدينية والمنزلية والأنشطة غير المدرسية (الترفيه، الرياضة، اللعب، الراحة) بلون آخر، لديك الآن فكرة واضحة عن أوقات شغلك وأوقات فراغك. فما عليك إذن سوى ملء الفراغات، وتحديد ساعات ومواد المراجعة. ابحث عن وتيرتك الخاصة: لكل منا عاداته الخاصة للمراجعة: هناك من يحبذ المراجعة الصباحية وهناك من يفضل المسائية. برمج مراجعاتك حسب ما تفضله أنت؛ رغم أنه، وبصفة عامة، المراجعة الصباحية أفضل، لأن قدرات الإنسان تكون في أوجها صباحا وتنقص في فترة الغذاء وبعده، لتنشط من جديد بدءا من الساعة 7 أو 8 مساء وحتى العاشرة. في كل الحالات اجتنب السهر ما أمكن، فالنوم العميق والكافي ضروري لاشتغال الذاكرة بفعالية كما سيتبين لك. عدّل برنامج المراجعات باستمرار من الصعب جدا احترام برنامج المراجعات بنسبة 100 بالمائة طيلة السنة. لذلك حاول تعديله مرة كل أسبوع أو كل أسبوعين حسب المستجدات، لأن ذلك سيمكنك من التأكد من مدى احترامك للبرنامج، ومن جعله أخف وأكثر قابلية للتطبيق، لأن البرنامج الجيد يتسم بالمرونة حتى يمكنه استيعاب المفاجآت: إذا دعيت إلى حفل أو مناسبة عائلية مثلا في وقت برمجته أنت للمراجعة، فلا بأس أن تقبل الدعوة وتعيد برمجة المراجعة في وقت لاحق. كافئ نفسك بنفسك كي لا يصيبك الملل أو الإرهاق وأنت تطبق برنامج المراجعات، كافىء نفسك بعد كل مراجعة: (عندما أنتهي من مراجعة درس الرياضيات سأمنح نفسي عصيرا لذيذا!) أو (عندما أنتهي من تحليل هذا النص سأستلقي لأشاهد شريطا ممتعا!)... حتى إذا أنهيت برنامجك الأسبوعي بنجاح، كافىء نفسك بخرجة إلى الطبيعة أو فسحة رياضية أو ما شابه ذلك كي تستقبل الأسبوع اللاحق بنشاط وحيوية، ولا تنس أنه كلما دربت ذاكرتك على الحفظ كلما ازدادت قدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات بسرعة ولمدة طويلة.