يبدو أن آلة التغريب الدعائية قد نجحت أيما نجاح في مسعاها الرامي إلى التأثير في قرارات وخيارات وزير الشؤون الدينية محمد عيسى الذي تحول في الآونة الأخيرة من المرافعة ل(إسلام قرطبة الوسطي) إلى كتم أصوات مكبرات الصوت في المساجد، حتى بات السكان المقيمون قربها، من العجزة والنساء غير القادرين على التنقل لأداء صلاة التراويح محرومين من الاستماع لتلاوة القرآن على الهواء مباشرة، بدعوى أنه لا يمكن إجبار مرتادي المقاهي وغيرهم على الإصغاء لكلام الله.. وبعيدا عن جدل مكبرات الصوت التي أراح (كتمها) التغريبيين الذين سارعوا إلى توجيه (تحية حارة) للسيد عيسى، يبدو أن (كتم) أصوات الأئمة والخطباء قد أراح الغرب، حيث حملت أحدث التقارير الغربية الخاصة بالحريات الدينية إشادة بتشديد وزارة عيسى على توحيد الخطب، وتقليص هامش المبادرة على الأئمة الذين صاروا يضعون ألف حساب قبل التفوه بجملة واحدة قد لا تُرضي محمد عيسى الحريص على إرضاء جهات أخرى يبدو أنها لن ترضى عنه مائة بالمائة حتى (يسلخ) المرجعية الدينية للجزائر تماما، ومع ذلك قد تكون راضية عنه ب50 بالمائة لكونه بدأ يُقدم على قرارات غريبة مثل خفض أصوات مكبرات صوت المساجد في سهرات رمضان التي كانت تزينها أصوات قارئي القرآن في التراويح التي يصل صداها إلى مسافات بعيدة، وكان ذلك مدعاة للفخر، ولم يكن يشكل أي إشكال قبل (زمن عيسى)..