يبدو أن المظاهر باتت تلعب دورا كبير في تقدير الناس ومنحهم المكانة في المجتمع، وأضحى مجتمعنا يعاني كثيرا من هذه الظاهرة، حيث باتت المظاهر هي المعيار الأساسي في تحديد طريقة التعامل مع الناس وهو ما وقفنا عليه خلال هذه الأيام الرمضانية. يبدو أن أجواء الأسواق تكون مشتعلة خلال رمضان، ففي أحد الأسواق الجوارية لمدينة البليدة كان أحد الباعة في السوق يعرض أنواعا من الفواكه وكان الكرز المعروف عندنا بحب الملوك مصطفا بطريقة تسيل اللعاب، وهي فاكهة غالية نوعا ما في السوق الجزائرية حتى وإن كانت في موسمها، فاقتربت عجوز في العقد السابع من البائع تسأله عن ثمن فاكهة الكرز فنظر البائع إلى لباسها البالي وقال بأن هذا النوع من الفاكهة ليس لأمثالها ونحن في عز رمضان، بحيث بدا ذلك الشاب غاضبا فأسقط غضب صيامه وحرارة اليوم على تلك العجوز التي احمر وجهها وكاد أن يغكى عليها من شدة الإحراج ولم تجد ما تقوله في مثل هذا الموقف وفوضت أمرها لله وتفوهت بعبارة اللهم إني صائمة وهو عين العقل وعادت أدراجها بخطوات متثاقلة نحو طاولة أخرى علها تحظى باستقبال ينسيها ظلم البائع الأول وتقليله من شأنها وهي في ذلك السن. هكذا تؤثر المظاهر في مجتمعنا الذي بات المظهر هو الأساس في التعامل مع الناس، قد يكون ثمن البضاعة غالي ولكن ما من ضرورة تبيح للبائع فعلته فالزبون ملك حتى وإن لم يتناول حب الملوك.