"النتن ياهو": "يبدو أنكم اخترتم الدرب الخاطئ" الصهاينة ينفذون وعودهم ويحتجزون أولى سفن أسطول الحرية سيطرت قوة من سلاح البحرية، فجر أمس الاثنين، على السفينة السويدية ماريان، التابعة ل (أسطول الحرية 3)، التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، مخترقة بذلك الطوق البحري المفروض على القطاع. نقلت المواقع عن جيش الاحتلال، تأكيده أن (عملية السيطرة على السفينة تمت من دون أن يصاب أحد بأذى)، كما زعم أنّ (عملية السيطرة تمت بعدما لم ينصع ربان السفينة إلى الإنذارات التي وجهت إليه، وبعدما لم تجدِ نفعاً جميع الاتصالات على المستوى الدبلوماسي سعياً إلى ثني المسؤولين عن الرحلة عن نيتهم الوصول إلى القطاع). وفي حين ذكرت وسائل الإعلام، أنّ جيش الاحتلال سحب السفينة إلى ميناء أسدود، نفت مصادر عربية ذلك، مؤكدةً أن (ناشطي أسطول الحرية لا يزالون في عرض البحر ولم يتم اقتيادهم بعد إلى الميناء). وقال عضو المكتب السياسي ل (التجمع الوطني)، المحامي رياض محاميد، إن (الاتصالات مع الناشطين قد قطعت، كذلك الاتصال مع النائب الفلسطيني، باسل غطاس الموجود على متن السفينة قد قطع أيضاً، حتى عبر هاتفه الخاص المرتبط بشبكة الاتصالات الهاتفية، وكان على متن السفينة 18 متضامناً بينهم عضو الكنيست باسل غطاس؛ أمّا السفن الثلاث الأخرى التي تحمل علم اليونان فلم تصل بعد، ولا تستبعد دولة الاحتلال قطع الطريق عليها، وعودتها إلى أوروبا بعدما شوشت سلطات الاحتلال على الاتصالات بالسفن الأخرى. بدوره، أكّد رئيس الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة، مازن كحيل، أن الناشطين الدوليين يصرون على مواصلة مسيرتهم ضد الحصار، كي تتسع رقعة رفض الحصار في المجتمعات الغربية. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إنه سيجري استجواب الناشطين بعد وصول السفينة إلى أسدود، ومن ثم ترحيلهم عن طريق مطار اللد (بن غوريون). وأشار مدير مكتب الجزيرة وليد العمري من رام الله إلى أن سلطات الاحتلال كانت في المحاولات السابقة لكسر الحصار عن غزة تجري تحقيقات سريعة مع الناشطين قبل نقلهم إلى سجن الترحيلات ثم ترحيلهم إلى دول أوروبية في الأغلب، بينما يرحل أصحاب جوازات السفر العربية إلى الأردن أو لبنان. سفينة ثانية إلى غزة وكان رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة والعضو المؤسس في تحالف أسطول الحرية، زاهر بيراوي، قد أكّد أنّ الاتصال ب(ماريان انقطع في حدود منتصف الليل، لكنّهم اطمأنوا على سلامة من كانوا في السفينة). ولفت البيراوي، إلى أن (التحركات الصهيونية كانت متوقعة، وأنها لن تثنينا عن المحاولة ثانياً وثالثاً ورابعاً)، مضيفاً أنّه (جرى توزيع السفن بشكل متباعد زمنياً حتى لا يقع احتجازها كلها مرة واحدة من طرف الجيش الصهيوني بهدف الضغط على الحكومة الصهيونية). كما أكّد عزم المشاركين في أسطول الحرية الثالث تحقيق هدفهم على الرغم من التعنت الصهيوني. النتن ياهو: "يبدو أنكم اخترتم الدرب الخاطئ" من جهةٍ أخرى، زعم بنيامين نتنياهو، أن (هذه الرحلة البحرية لا تنطوي على أي معنى سوى النفاق والأكاذيب، وأنها تساعد منظمة (حماس) وتتجاهل الأهوال التي تقع في المنطقة بأسرها). كما شدّد على أن (دولة الكيان لن تسمح بدخول الوسائل القتالية إلى المنظمات الإرهابية المتواجدة في القطاع)، معتبراً أنه (ليس هناك حصار يفرض على القطاع). ورأى نتنياهو، أنّ (حق الاحتلال في منع دخول السفن إلى القطاع يقره القانون الدولي، كما وافقت عليه لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة). إلى ذلك، علّل وزير الدفاع، موشيه يعالون، عملية السيطرة على السفينة، زاعماً أن (هذه الرحلة البحرية لم تنفذ بدوافع إنسانية، بل إنها كانت جزءاً من الحملة لنزع الشرعية عن دولة الكيان). ونقلت عن بينامين نتنياهو، (ترحيبه) بالسفن الأربع المتوجهة نحو غزة، التي تحمل نشطاء لفك الحصار عن القطاع، برسالة مضمونها: (يبدو أنكم اخترتم الدرب الخاطئ. ربما كنتم تنوون التوجه لمكان ليس بعيدا من هنا: سوريا مثلا). وفي تصريح صحفي فجر أمس الاثنين، دعت الحملة الأوروبية سكان القطاع والمؤسسات المعنية بتنظيم فعاليات لاستقبال سفن (أسطول الحرية 3)، في ميناء غزة البحري. وشددت الحملة الأوروبية، على ضرورة أن تتخذ جامعة الدول العربية قرارا جريئا وفوريا للضغط على الاحتلال، من أجل عدم التعرض لأسطول الحرية. ويتكون أسطول الحرية الثالث من خمس سفن (مركبان للصيد وثلاث سفن سياحية)، أولها سفينة (ماريان)، التي يسافر على متنها الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، وثانيها سفينة (جوليانو 2)، التي سميت تيمنا بالناشط والسينمائي ، جوليانو مير خميس، الذي قُتل في جنين عام 2011، إضافة إلى سفينتي (ريتشل) و(فيتوريو)، وأخيرا سفينة (أغيوس نيكالوس)، التي انضمت إلى الأسطول في اليونان. وكان تحالف (أسطول الحرية الثالث) أعلن، مساء الجمعة الماضي، انطلاق أربع سفن من ميناء جزيرة (كريت) اليونانية، باتجاه قطاع غزة، بهدف كسر الحصار المفروض عليه. يشار إلى أن وزارة خارجية الاحتلال، أعلنت أن إسرائيل لن تسمح لأسطول الحرية الثالث، بالوصول إلى قطاع غزة، وستعيد الناشطين المشاركين في الرحلة إلى بلدانهم، دون توضيح الوسيلة التي ستلجأ إليها لمنع تحقيق الأسطول هدفه. يذكر أن قوات تابعة للبحرية الصهيونية، هاجمت بالرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع سفينة (مافي مرمرة) (مرمرة الزرقاء)، أكبر سفن أسطول الحرية، التي توجّهت إلى قطاع غزة لكسر الحصار منتصف عام 2010، وكان على متنها أكثر من 500 متضامن معظمهم من الأتراك، وذلك في أثناء إبحارها في المياه الدولية، في عرض البحر المتوسط، ما أسفر عن مقتل 10 من المتضامنين الأتراك، وجرح 50 آخرين.