يبدو أن الدول الأوربية تتسابق فيما بينها على محاربة الإسلام وكل ما له علاقة من قريب أو بعيد بالعفة، وتريد كل دولة أن تلحق بركب جارتها في قطار الهجوم غير المبرر على النقاب. ففي الوقت الذي لم يفق فيه المسلمون في فرنسا بالأمس من صدمة تطبيق أول غرامة مالية على مسلمة بحجة أنها كانت تقود سيارتها وهي مرتدية للنقاب، فوجئنا بالنمسا اليوم تطالعنا برغبتها في المشاركة في هذه الحملة الشعواء، حيث قامت »غابريلا هوسك« وزير المرأة التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الحكومة النمساوية الائتلافية الحالية بشن هجوم على النقاب، وذلك في حديث لها نُشر أمس بإحدى الصحف النمساوية. وتحدثت الوزيرة النمساوية عن عزم حكومتها الحالية على إصدار قرار بحظر ارتداء النقاب الذي يغطي المرأة بشكل كامل. وقالت »هوسك«: »هناك مشاورات حالية بين حزبي الحكومة الائتلافية حول منع ارتداء البرقع وأنا أؤيد تطبيق هذا المنع وأرفض ارتداء المرأة للبرقع لأنه يوحي بعزل المرأة« على حدِّ زعمها. وأعربت عن قناعتها بأن الاتجاه السائد لدى بعض الدول الأوروبية الآن مثل بلجيكاوفرنسا وأسبانيا يتوجَّه نحو حظر ارتداء المرأة للنقاب هو للسبب نفسه. وأضافت »هوسك«: »حظر ارتداء البرقع في النمسا هو مسألة وقت فقط، ولقد تمت مناقشة منع ارتداء البرقع مع الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا، وهناك اتجاه مؤيد لمنع ارتداء البرقع لدى العديد من التجمعات في النمسا«، وفق ادِّعائها. وتطالب الوزيرة النمساوية بمنع ارتداء النقاب في كافة المباني العامة التي تتطلب التحقق من شخصية الفرد المتواجد فيها مثل المكاتب الحكومية الرسمية والبنوك والمستشفيات، وهي تفرق بينها وبين الأماكن العامة مثل وسائل المواصلات العامة وأماكن التنزه التي تستطيع المرأة فيها ارتداء النقاب. وعدوى النقاب لم تتفشَّ فقط في أوروبا، وإنما توغلت إلى القارة الأسيوية، حيث سعت نائبة بالكنيست الإسرائيلي عن حزب »كاديما« إلى استصدار قرار من بالكنيست بحظر ارتداء النقاب والبرقع بالأماكن العامة، أسوة بالقرار الذي تتجه بلجيكاوفرنسا إلى تطبيقه. وتقول النائبة مارينا سولوديكين إن مشروع القانون الذي تسعى إلى إقراره من الكنيست يهدف إلى منع النساء المسلمات واليهوديات على السواء من تغطية أجسادهن بشكل كامل أو إخفاء وجوههن تحت النقاب. وتستلهم مشروعها من القوانين الشيوعية التي كان يفرضها الاتحاد السوفيتي السابق بحق المسلمات، ومنها منع ارتداء النقاب، ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة »معاريف« عن النائبة وهي ذات أصول تعود إلى الاتحاد السوفيتي، »ما فهمته أوروبا الآن أدركه السوفيت في عشرينيات القرن الماضي حينها حظروا على النساء المسلمات ارتداء هذا اللباس لإدراكهم باستحالة الحديث عن مساواة النساء من حيث فرص العمل والتعليم وهن يرتدين البرقع ولهذا قرروا منعه«. وزعمت أنها لا تستهدف فرض الحظر على المسلمات فقط، مضيفة: »حان الوقت لمنع النساء في إسرائيل من كافة الأديان والطوائف من ارتداء البرقع أو النقاب«، واستدركت قائلة: »إنني لست معادية للإسلام لذلك أقصد بأن يطبق القانون المقترح على النساء اليهوديات ويمنعن من ارتداء اللباس اليهودي الذي يغطي كامل أجسادهن«.