اسم رمضان مشتقّ من الرمضاء وهي شدّة الحَرّ وفي الأخبار غالبا ما نجد الصّيام مقترنا بالعطش الشديد فيقولون: (أظمأت نهاري وأحييت ليلي) كناية عن الصّيام والقيام وأوّل ما يقول الصّائم عند الإفطار: (ابتلّت العروق وذهب الظمأ وثبت الأجر) وكأن أجر الصّيام متعلّق بالظمأ وجفاف العروق. كان السابقون يسمّون الصّيام في اليوم الحارّ صيام الهواجر وهي الأيّام شديدة الحرارة البعيد ما بين طرفيها ذلك الصّيام الذي كان دأب السابقين من الأبرار والصالحين. يقول أبو الدرداء رضي اللّه عنه: (لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بعض أسفاره في اليوم الحارّ الشديد الحرّ وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدّة الحَرّ وما في القوم أحد صائم إلاّ رسول اللّه وعبد اللّه بن رواحة). ووصّى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه عند موته ابنه عبد اللّه: (عليك بخصال الإيمان) وسمّى أوّلها الصّوم في شدّة الحَرِّ في الصيف وكانت إحدى الصالحات تتوخّى أشدّ الأيّام حرارة فتصومه فتلام في ذلك فتردّ عليهم: (السعر إذا رخص اشتراه كلّ أحد) تشير إلى أنها تؤثر العمل الذي لا يقدر عليه إلاّ القليل من النّاس لشدّته عليهم وهذا من علو الهِمّة في الصّيام. وكان أبو الدرداء رضي اللّه عنه يقول: (صوموا يوما شديدا حرُّه ليوم النشور وصلّوا ركعتين في ظلمة اللّيل لظلمة القبور). ولكن شدّة العطش هي أشدّ ما يجد الصّائم ولا يكون ذلك إلاّ في اليوم الشديد الحرارة كان جزاء الصّائمين عند اللّه تعالى أن يدخلوا الجنّة من باب الريان فإذا دخلوه أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه أحد غيرهم. لعلنا نستطيع أن نلخّص العلاقة بين الصّيام والعطش بمعادلة من الدرجة الأولى مفادها: درجة الصّيام = درجة العطش التي أصابته في نهاره. ربّنا ارفع درجاتنا وتقبّل طاعاتنا واغفر لنا ولوالدينا.. آمين.