بعيدا عن الآثار السلبية للأدوية أثبتت الدراسات الحديثة أن للألوان تأثير خاص على نفوس وطبائع الإنسان بحيث أن هناك ألوانا تبعث على السرور والسعادة والبهجة وهناك ما يبعث على الحزن والهم والكآبة ومنها ما يعبر على الحب والإخلاص والنقاء ومنها ما يعبر على الكره والخيانة والخداع ويؤكد المحللون النفسانيون أن الجسد يحتاج إلى الألوان مثلما يحتاج إلى الشمس ويجب أن تنتبه إلى قوة إشعاعه وتأثيره على حياتك كما أثبتت الدراسات العلمية أن العقول الأكثر نقاء والأكثر فكرا هي التي تحب الألوان وتميل إليها حيث تجعل الألوان الإنسان أكثر حقيقة وأكثر حبا ومعزة لكل من يقابل. قوة تأثير الألوان قام معهد الألوان بشيكاغو بدراسة الألوان بصفة عامة وتأثير الزهور بصفة خاصة على الإنسان وأثبتت تلك الدراسات أن الورود الحمراء تشعر الإنسان بالدفء والنشاط والبهجة وتنمي المخ وترفع النبض واللون الأزرق والأخضر والأبيض تأثيرها مهدئ جدا ومريح للأعصاب والعضلات كما لهذه الألوان تأثير نفسي من شأنه جلب الهدوء والراحة والنوم لذا أصدر معهد الألوان بشيكاغو تعليمات للمستشفيات لمراعاة ألوان الأزهار التي تقدم للمريض على أن تختلف ألوانها باختلاف حالة المريض فإذا كان المريض في حاجة إلى الراحة والهدوء يتم اختيار الزهور ذات الألوان الهادئة كالأزرق الخفيف والأخضر أما إذا كان المريض في حالة تنشيط فيتم اختيار الألوان الدافئة كالأحمر والبنفسجي. وقد حددت السيدة لينور كنت في كتابها (قوة تأثير الألوان). حيث يرمز اللون الأحمر إلى النار. الدم. الحرارة. الثورة. الحيوية والحركة في حين يرمز اللون البرتقالي إلى التوهج. الاشتعال. الدفء. الاحتراق والإثارة أما الاصفر فيرمز إلى الشمس والشروق بينما يرمز الأخضر إلى الطبيعة. الانتعاش. الهدوء والراحة أما الأزرق فهو لون السماء. الماء. الشفافية. الهدوء والراحة. والأبيض هو لون الطهارة والنقاء والصفاء. ولقد ذكر مارتن لانج في كتابه (تحليل الشخصية عن طريق اللون) أن البحث في سيكولوجية اللون مجال جديد يمكن الإضافة إليه كلما تقدمت بحوث علم النفس حيث الأثر السيكولوجي للون يرتبط بالمعرفة الدقيقة لنفسية الإنسان. ومن أمثلة التأثير السيكولوجي للون ما قامت به الدراسات الحديثة في استخدام اللون الأحمر والأصفر في مطعم وجبات سريعة والذي أدى إلى حث زوار المطعم على الأكل بسرعة والانصراف تاركين أماكنهم لغيرهم من الزبائن كما أدى استخدام اللون الأخضر بدلا من الأحمر في أحد المصانع التي كثر فيها الشجار بين العمال إلى الوئام والأخوة والمحبة بينهم. بينما أدى استخدام اللون الأصفر والأحمر في أحد الواجهات العامة في إحدى المدن إلى حدوث شجار ومشاحنات واضطرابات حادة بين القريبين من تلك الواجهة لما سبب لهم من صدمات نفسية. كيفية العلاج بالألوان أكد المختصون أن العلاج بالألوان يكون أولا في تشخيص حالة نقص اللون عند المريض وهذا بمراعاة الفروق الجنسية والسن وكذا عاملي الصحة والمرض لأن هذه العوامل هي التي تؤدي إلى الاختلاف بين الإنسان في درجة تفضيل لون على آخر فبالنسبة لعامل الجنس مثلا تختلف الألوان التي تفضلها البنات على الألوان التي يفضلها الذكور من نفس السن بحيث يمكن بهذا أن نميز بين صنفين من الألوان ألوان مذكرة وألوان مؤنثة بحيث نجد في غالب الأمر أن الذكور يميلون إلى اللون الأسود والرمادي والبني والبرتقالي...الخ. في حين نجد الألوان التي تفضلها البنات بنسبة كبيرة اللون الأبيض واللون الوردي والأزرق الخفيف ....الخ. وهناك ألوان محبوبة من الجنسين كاللون الأحمر والبنفسجي والأرجواني...الخ . . ثم في ضوء هذه المعرفة المستفيضة يعطي المختص للمريض اللون المطلوب في حدود جلسات متكررة تستغرق زمنا معينا حسب حالة المريض. ويتم العلاج بالألوان بطرق مختلفة كالعلاج عن طريق التنفس العميق في أوساط مشبعة بالألوان مثل البساتين والعلاج كذلك بالنظر إلى هذه الأوساط كما يتم العلاج كذلك عن طريق الاحتراس من نوعية الألبسة المرتدية إضافة إلى ديكورات المنازل وخاصة الطلاء بالإضافة إلى ذلك تناول وجبات غنية ومشبعة بالألوان المطلوبة ....الخ. أحسن بديل عن الأدوية الكيميائية وهكذا ينصح المختصون على العلاج باللون لأن اللون بطبيعته المشعة يمكنه إصلاح الخلل النفسي والروحي وحتي الجسدي إذا وجد في الإنسان لأن اللجوء دائما إلى الأدوية يهدم الجسم أكثر مما يداويه خاصة عند هؤلاء الذين يعانون من أمراض عدة كالكلى الضغط والسكري ...الخ وعليه يجب اللجوء إلى مثل هذه العلاجات الخفيفة عالية الفعالية بما فيها العلاج بالصوت والعلاج بالصوم والماء وكذا العلاج الروحي بالعودة إلى الله وتوحده.