رغم اشتداد الحرارة جزائريون يقدّسون صيام أيام الصابرين لكسب الأجر كان شهر رمضان الفضيل في هذه السنة شاقا ومتعبا بالنسبة للكثير من الجزائريين وذلك بسبب طول اليوم فقد بلغت ساعات الصيام 17 ساعة بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى 50 درجة مئوية في بعض الولايات الداخلية للوطن ولكن ومع بروز هلال شوال تنفس الكثير من الناس الصعداء لأن معاناتهم مع العطش طوال النهار توقفت إلا أن جدل الصيام عاد خلال اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك بسبب سنة صيام ستة أيام من شهر شوال بين من قرر الصيام ومن قرر التأجيل. عتيقة مغوفل كل سنة وفي اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك يبدأ التفكير في صيام ستة أيام من شهر شوال من أجل الظفر بالثواب إلا أن اختيار فترة الصيام يختلف من شخص لآخر فهناك من يقرر مباشرة الصيام بعد العيد حتى يحافظ على نفس الوتيرة ويسهل عليه الصيام وهناك من يقرر تأجيلها إلى غاية أواخر شهر شوال حتى يرتاح من تعب شهر رمضان في حين هناك صنف ثالث من الناس من يقرروا عدم الصيام وحجتهم في ذلك أن شهر رمضان أتعبهم كثيرا في هذه السنة بسبب اشتداد الحرارة وعدم قدرتهم الصيام لظروف صحية. مواطنون يجتهدون في الصيام بعد العيد مباشرة قابلت(أخبار اليوم) بعض المواطنين خلال أيام عيد الفطر المبارك في بعض شوارع العاصمة وهم في خضم الاحتفال بالعيد في أجواء عائلية مميزة وقد كانت فرصة لنا حتى نسألهم عن موضوعنا حول صيام أيام الصابرين من عدمه وكانت أول من قابلناها السيدة (نورة) التي تبلغ من العمر45 ربيعا والتي تنحدر من بلدية بابا حسن بعد حديث قصير جمعنا بها عن أجواء رمضان كيف كانت وكيف قضته وعن تعب السهر فسالناها إن كانت تنوي صيام أيام الصابرين فأجابتنا أنها صائمة فهي متعودة كل سنة على صيام ست من شهر شوال وهي تحرص كل الحرص على صيامها مباشرة بعد عيد الفطر المبارك وخلال اليوم الثاني منه وذلك لأنها تكون ما تزال متعودة على الصيام بعد أن صامت شهرا كاملا وأضافت لنا أيضا أنه رغم أنها في اليوم الثاني تذهب لبيت والديها وتقوم ببعض الزيارات العائلية أين يقدم لها كل ما طاب من أنواع الحلويات والمأكولات إلا أنها لا تفطر وتحافظ على صيامها حتى تنال الأجر ولا تتكاسل وحسبها إن لم تصم خلال اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك فإنها لن تفعل ذلك ولن تصوم طوال الشهر. وعلى ما يبدو أن السيدة (نورة) ليست الوحيدة التي تفكر بهذه الطريقة فغيرها كثيرون وهو حال السيد ياسين الذي يصوم أيام الصابرين مباشرة بعد عيد الفطر المبارك وهو يبدأ الصيام خلال اليوم الثالث من أيام العيد فهو لا يصوم في اليوم الثاني لأنه يخرج في زيارات عائلية بحيث يقدم له الأكل والحلويات ولا يحب أن يخجل أهل البيت بعدم التقرب إلى مائدتهم لكنه يصوم في اليوم الثالث لأنه يكون مازال متعودا على نفس ريتم شهر رمضان كما أنه يطلب من زوجته أن تشاركه الصيام أن استطاعت فعل ذلك حتى تظفر بالثواب من جهة وحتى تؤنسه في صيامه كما أنه يطلب منها أن تعد له نفس المائدة التي كانت تعدها له في شهر الصيام. وآخرون يؤجلون الصيام إلى أواخر شوال ولكن ومن جهة أخرى هناك من يفضل تأجيل صيام أيام الصابرين إلى العشرة أيام الأخيرة من شهر شوال وحججهم في ذلك كثيرة فهناك من يطمع في انخفاض درجات الحرارة وتقلص وقت الصوم ولو بدقائق معدودة من خلال حلول أذان المغرب مبكرا ولو بقليل وهي الطريقة التي فكرت بها الآنسة(مريم) التي تبلغ من العمر 18 سنة التي أخبرتنا أنها تقوم بصيام ستة أيام من الصابرين وتفعل ذلك كل سنة إلا أنها تؤجل الصيام إلى أواخر الشهر حتى تنال ثواب الشهر أحسن من أن لا تصومه بالإضافة إلى هذا فقد أكدت لنا أن أغلب أفراد أسرتها أجبرتهم على الصوم الأسبوع الأخير من شهر شوال حتى يستأنسوا بالصيام مع بعضهم البعض. وعلى ما يبدو فإن الآنسة (مريم) ليست الوحيدة من تقوم بذلك وغيرها كثيرون وهو حال السيدة (صليحة) التي قررت أن تصوم أيام الصابرين بدءا من النصف الثاني من شهر شوال كما أنها قررت أن تقوم بذلك من خلال الصوم يوما بيوم حتى لا تتعب مثلما كانت تتعب خلال شهر رمضان لأنها امرأة عاملة إلا أنها أكدت لنا أنها لن تترك الثواب يذهب منها أبدا. فئة تعزف عن الصيام بسبب التعب ولكن ورغم ما لصيام شهر شوال من ثواب عند الله فهو كمن صام الدهر كله إلا أن هناك فئة من الجزائريين من قرروا عدم الصيام نهائيا لا في أوائل الشهر ولا في أواخره وهو القرار الذي اتخذه محمد شاب يبلغ من العمر 22 عاما وحجته في ذلك أنه مازال متعبا لحد الساعة من صيام رمضان وليست له القدرة على صيام ستة أيام من شوال كما أنه أكد لنا أن صيامها ليس فرضا على المسلم بل لمن استطاع فقط وهو لا يستطيع والله أعلم بذلك من جهة أخرى فإن السيدة (فيروز) هي أيضا قررت أن لا تصوم الصابرين هذه السنة وحجتها في ذلك أنها ستذهب في عطلة إلى ولاية جيجل خلال اليوم الثالث من شهر شوال ولن تتمكن من الصيام إلا أنها وحسبها ستعوض ذاك الأجر من خلال الصلاة وقراءة القرآن طول فترة عطلتها.