بقلم: عبدالله القمزي البخل صفة ذميمة تمنع الإنسان من البذل والعطاء. والبخل عند العرب الذين عرفوا بمكارم الأخلاق من أقبح السجايا وهو كالداء الفتاك الذي إن ضرب بيتاً فرق أحبابه وهدم أسراً ودمر مجتمعات وزرع الحقد والكراهية في القلوب. وحجج البخلاء منذ فجر التاريخ أنهم متبصرون ببواطن الأمور ويخافون المستقبل ويسمون بخلهم حرصاً ولا يدركون أن هذه الصفة القبيحة تعكس ضعف إيمان البخيل وسوء ظنِّه بالله فهو يستثقل أمر الإنفاق ويغفل عن تعويض الله له على ما أنفق كما أنَّه يغيب عنه أنَّ هذا المال هو مال الله. والبخيل لا يبخل بماله فقط وإنما يطال بخله واجباته ومشاعره وبذلك هو يحط من قدر نفسه. القرآن الكريم ذم البخل في أكثر من آية وعده انتقاصاً من الرجولة (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم). (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) والآية نزلت في اليهود الذين لم يبخلوا بأموالهم فقط بل أخفوا صفات خاتم الأنبياء والمرسلين. وأيضاً في القرآن نجد أن البخل مذكور بالآية (الذي جمع مالاً وعدده) التي قيل إنها نزلت في الأخنس بن شريق أحد صناديد الكفر وطغاة مكة وكان يجمع الأموال ويحصيها ولا ينفقها في وجوه الخير. قال عنه ابن كعب: شغله ماله بالنهار يجمع ويكدس هذا إلى هذا فإذا جاء الليل نام كأنه جيفة منتنة. وقد تعوذ الرسول صلى الله عليه وسلم من البخل وقال فيه: خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق. مسك الختام: أرى الناس خلان الجواد ولا أرى بخيلاً له في العالمين خليل وإني رأيت البخل يزري بأهله