انتقد الفنان اللبناني وديع الصافي الحالة التي وصلت إليها الساحة الغنائية حاليًّا، في ظل وجود مغنين وصفهم بالميكروبات، ليست لهم علاقة بالطرب؛ يقدِّمون أغانيَ هابطةً تؤذي المستمع، مؤكدًا ضرورة ابتعاد هؤلاء عن الغناء· وفيما أكد أن مواطنه عاصي الحلاني من المطربين الذين يحترمون نفسهم وفنهم وجمهورهم؛ أشار إلى أن أغنيته الأخيرة يا بنتي قلبي عليك كالحل السحري لتماسك الأسرة العربية· وقال الصافي، في مقابلةٍ مع برنامج سكوت هنغني على القناة الأولى بالتلفزيون: أشعر بالضيق من الأجواء الفنية حاليًّا· كل مغنٍّ ينجح في أغنية يعتبر نفسه مطربًا كبيرًا، والمغنون الآن صاروا مثل الميكروبات في الساحة، لكن لا يبقى إلا الأصلح والفن الجميل· وأضاف: لم يعد الفن الذي نعرفه موجودًا· الفن أخلاق وقيم ورسالة، لكن هذه الأيام لا أجد إلا الغناء للمحبوبة، ونسينا الغناء للوطن والعائلة والتراث، وخاصةً أن مثل هذا الغناء يربط العائلة ويجمعها، وخاصةً أن الشعب العربي عاطفي ويتأثر بالغناء· وأوضح أن الكثير من الأغنيات هذه الأيام غير صالحة للسماع، وتعمل على تسخيف وتسطيح عقول الشباب· وأطالب الكثير من المغنين الحاليِّين بالتوقف عن الغناء، والباقين بأن يحترموا ويثقِّفوا فنهم· وشدد الفنان اللبناني على أنه يرفض فكرة عمل ريميكس راقص لأغانيه القديمة؛ لأن هذا الأمر عيب كبير، مشيرًا إلى أن الفن رسالة عظيمة، وأنه عاش طوال عمره يحافظ على هذه الرسالة، ولا يمكن بعد هذا العمر أن يسيء استخدام تاريخه وتراثه· وأوضح الصافي أنه يقدِّر كل مطرب على قدر صوته، وأنه يحب مواطنه الفنان عاصي الحلاني؛ لأنه مطرب يحترم نفسه وأخلاقه، كما أنه يحترم عشاقه ومحبيه؛ وذلك من خلال احترامه فنَّه وتقديم كل ما هو جيد· وأشار إلى أن المطربين في مصر كانوا يغارون منه، لكن كانت علاقة حب رائعة تجمعهم، لافتًا إلى أن الغيرة بينهم كانت تتوقف عند المنافسة على تقديم الأغاني فقط، ولا تتعدى هذه الحدود، كما يحدث هذه الأيام من منافسةٍ على موضة الفساتين والتجديد في التصوير· وأكد الفنان اللبناني أن أغنيته الأخيرة يا بنتي تطرح موضوعًا اجتماعيًّا مهمًّا يعكس علاقة الأب بابنته، وتقدِّم رسالةً مفادها أن تقوم كل أمٍّ بإبعاد أولادها عن مشكلاتها مع زوجها؛ حتى لا تحدث أي شروخ في الأسرة بين الأولاد والأب· وأعرب الصافي عن سعادته بهذه الأغنية، وخاصةً أنها تقدِّم رسالة جميلة أعادت إليه جزءًا من الزمن الجميل، لافتًا إلى أن ابنه جورج هو الذي شجَّعه على تقديم هذه الأغنية، وخاصةً أنه هو الذي قام بتلحينها· وأشاد بالأعمال التي جمعته بمواطنته الفنانة صباح، التي تفتقدها الساحة الفنية حاليًّا، داعيًا لالشحرورة بالشفاء من مرضها الأخير، الذي تعاني منه بشدة·